للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم إتيان من يستخدم الجن في علاج الأمراض]

[السُّؤَالُ]

ـ[كنت قد راسلتكم في شأن ظاهرة غريبة، ظهر رجل في عمر الـ ٥٣ سنة وهذا منذ سنة ٢٠٠٦ في مدينة السخيرات قرب العاصمة الرباط المغرب رجل فلاح كبير ادعى أنه أصبح يشفي جميع الأمراض من السرطان والسكري والسيض وغيره من الأمراض المستعصية ويدعي أنه بمجرد ما يرى صورة المريض ولو يكون في أي قارة يشفى، ويدعي أن له في اليد اليمنى قوة ١٠٠٠ ألف حية سامة وفي اليد اليسرى قوة ٦٦٥ مليون جن

وأنه بمجرد لمس المريض بيده يشفى، الأمر هو أن هذا الرجل يحج إليه أكثر من ٤٠٠٠ مريض يومياً ومن أوروبا ودول الخليج، فهل قد يكون هذا صحيحا أن يظهر مثل هذا الأمر منذ سنة ٢٠٠٦، وهل فعلا يمكن أن تكون له هذه القوة من الجن (٦٦٥ مليون جن) وقوة ١٠٠٠ حية سامة، أرجوكم ابحثوا في هذا الموضوع المحير الذي كتبت عنه الجرائد في المغرب العديد، ولا يوجد من يحرك ساكنا، إن هذه الظاهرة شغلت بال الناس وخاصة في أوساط المغرب وخارجه؟ شكراً لكم.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن ظهور خوارق العادة على يد شخص ليس دليلاً على الصلاح والاستقامة، فقد تظهر خوارق العادة على يد البر والفاجر والصالح والطالح، فتكون للصالح كرامة من الله تعالى كما هو معروف عن بعض أوليائه قديماً ... ، وبالنسبة للفاجر تكون استدراجاً له.

والضابط الذي تتميز به الكرامة: هو أن يكون صاحبها مستقيما على شرع الله تعالى متبعاً لسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- كما كان الصحابة رضوان الله عليهم والسلف الصالح من هذه الأمة، فإذا كان متصفاً بهذه الأوصاف فلا مانع من إتيانه والعلاج عنده.

أما إذا كان منحرفاً أو صاحب بدعة وضلالة فإما أن يكون مستدرجاً أو مشعوذاً أو ساحراً يستخدم الجن ... والذي يظهر من معطيات السؤال أن الرجل المذكور من هذا النوع، وإذا كان الأمر كذلك فإنه في هذه الحالة لا يجوز للمسلم إتيانه ولا العلاج عنده، وذلك لما رواه الإمام أحمد وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. وفي رواية لمسلم: من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة. وبإمكانك أن تطلع على المزيد من الفائدة في الفتوى رقم: ٦١١٧٩، والفتوى رقم: ٧٥٢٩.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٣ جمادي الأولى ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>