للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[من أساليب الكهنة والمشعوذين]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا فتاة عمري ٣٠ سنة وأتعرض لابتلاءات والحمد لله وأمي قالت ما يحدث لك غير طبيعي وذكر لها الناس أنه هناك شيخ يعالج بالقرآن

المهم أول ما أعطته اسمي بدأ يحسب ثم قال بها عين ولبس سحر

أنا ارتبت في أمره وأحسست أن ما يقوم به دجل وليس سحرا ولكن لا أريد أن آخد إثما لذلك أتوجه إليكم لتفيدوني

هو قال لي اشتري ورق حناء وسدر وريحان وأوراق أخرى وقال لي اغليها في الماء حوالي ٥٠ كأس ماء ثم اقدفي ٥ منها في مكان نظيف واغتسلي بها بعد أن تلقي فيها ورقة هو كتبها لي هو قال إن الورقة مكتوب فيها قرآن ولكني لم أر القرآن ربما الكتابة غير واضحة بعد إلحاح أمي وافقت على العمل بما قال ولكن دون استعمال الورقة ولكن أن أقرأ أنا القرآن على الماء وأغسل به

بعد ذلك أعطا ني ورقة كحجاب وقال لي أن ألفها في طحين ثم ثوب أبيض ثم أربطها بخيط أحمر ومن هنا زاد عندي الشك به ولكن لا أحد يريد تصديقي لأني لست ذات علم شرعي وأنا أريد فتواكم حتى أريها لأهلي

الأمر لم يقف هنا بل هو يدعي العلاج من السحر ويطلب من مرضاه أن يأتوا بإناء فيه ماء وحناء ثم يبدأ يقرأ من القرآن ثم يقول لهم أدخلوا يدكم فيخرجون أشياء ويقول هذا السحر المعمول لكم

فأرجو منك فتوى بهذا الشان حتى أقي الناس منه إن كان دجالا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يفرج كربتك ويشفيك، وننصحك بالاستعانة بالصلاة والدعاء في أوقات الإجابة، والتوبة الصادقة والبعد عن المعاصي، والإكثار من ذكر الله. ومما يجب التأكيد عليه هو الرضا بقضاء الله تعالى وقدره، والحذر كل الحذر من التسخط على الله تعالى، فإن من لزم ذلك وعلم يقينا أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه وجد لذلك ثمرة طيبة واستراح من عناء كبير لا طاقة له به.

واعلمي أن المشعوذ أو الدجال قد يقرأ شيئاً من القرآن، لكنه يضيف إلى ذلك قراءة تعاويذ ورقى غير مفهومة، وقد يردد أثناءها أسماء ليست عربية، وهي أسماء للشياطين، وغالباً ما يطلب المشعوذ معرفة اسم الشخص أو اسم أمه أو أبيه، وشيئا مما يتصل بالمصاب كشعره أو ظفره. والمشعوذ يتصل بالجن ويستعين بهم، ويقدم لهم شيئا من القرابين، ذبيحة أو مالاً أو غير ذلك، وهو يطلب تلك الأمور من المصاب، ليتحقق له ما يريد. وقد يطلب المشعوذ من المصاب عمل أمور غريبة كاستعمال أنواع من البخور غير طيبة، والتنصيص على خيوط أو ألوان معينة ونحو ذلك. . .

وما ذكرته عن هذا الرجل من إجراء حساب حول اسمك، وتحديد عدد معين من الكؤوس، وقذف بعضها في مكان معين، وتلك الورقة التي يدعي أن فيها قرآنا وهي لا يرى فيها شيء، وأمره بلف الورقة في طحين ثم ثوب أبيض ثم ربطها بخيط أحمر، وطلبه من مرضاه أن يأتوا بإناء فيه ماء وحناء ثم يبدأ يقرأ فيه، ثم يقول لهم أدخلوا أيديكم، فيخرجون أشياء.. كلها أمور تفيد أن هذا الشخص من السحرة والمشعوذين أو الكهان الذين يعتمدون على الجن والشياطين، فلا يجوز الذهاب إليه، ولا تصديقه أو مطاوعته في شيء مما يقوله أو يأمر به.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٢ رمضان ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>