للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الترهيب من اتهام المسلم بالحسد]

[السُّؤَالُ]

ـ[السؤال كيف أرد على من يتهمني بطرق غير مباشرة بأني أحسد أو حسودة أو بالعامي أطق عين مع أني والله يشهد عكس ذلك، وأنا أذكر اسم الله كثيرا ودائما، وهذا الموضوع يضايقني لدرجة أني أكتئب وأبكي ماذا أرد عليهم وهم أشخاص معينون وقريبون مني جدا يعني لا أحب أن أجرحهم بردي عليهم ولقد مللت الصمت وما حكم اتهام الناس بالحسد؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالحسد من الصفات الرذيلة والخلال القبيحة، فلا يجوز وصف المسلم به، وكذلك العين التي هي أثر من آثار الحسد، ولذلك على الأقارب المذكورين أن يكفوا عن وصف الأخت بهذه الصفات، ولا يجوز لهم إيذاؤها بهذا الكلام، يقول الله عز وجل: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا {الأحزاب:٥٨}

وليمتثلوا قول النبي صلى الله عليه وسلم: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. رواه البخاري.

وأما الأخت فإنها مأجورة على صبرها على هذا الإيذاء، ولها أن تجيبهم وتنتصر لنفسها بالرد عليهم، فالله سبحانه يقول: وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ {الشورى:٣٩} ثم قال بعدها: وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ {الشورى:٤٣}

وربما أفاد معهم الاطلاع على هذه الفتوى أو بإرسال من ينصحهم ويبين لهم حرمة ما يفعلون. وقد يكون التغاضي وعدم الاكتراث بكلامهم أنفع وأكثر إراحة للنفس وخاصة إذا علم الإنسان براءته حقا مما يتهم به.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٠ جمادي الثانية ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>