للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم اعتياد وضع اليد على الرأس عند الدعاء أو القراءة]

[السُّؤَالُ]

ـ[بعض المصلين في مسجدنا أجدهم يضعون أيديهم اليمنى على مقدمة روؤسهم ويقرؤن بعض الأدعية والقرآن ما حكم هذه العادة؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن وضع اليد على مقدمة الرأس مع القراءة أو الدعاء غير وارد عن النبي صلى الله عليه وسلم, ولا يجوز للمسلم أن يتخذ عادة أو هيئة في العبادة لم يرد لها أصل في الشرع، فإن دام على ذلك فقد عمل بدعة في الدين، قال الشاطبي رحمه الله في تعريف البدعة: ومنها ـ أي البدعة الإضافية التزام هيئات العبادات، كهيئة الاجتماع على صوت واحد، ومنها: التزام الكيفيات والهيئات المعينة في أوقات معينة لم يوجد لها ذلك التعيين في الشريعة. انتهى.

وعليه, فإن على الذين يلتزمون بالعادة المذكورة أن يتركوا المداومة عليها ويتبعوا ولا يبتدعوا، فالمداومة على تلك الهيئة تحتاج إلى أصل في الشرع وهو غير موجود فيما نعلم، إلا إذا كان ذلك من قبيل الاسترقاء فلا بأس حينئذ ما دامت الرقية بكتاب الله تعالى أو الأدعية الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في باب الاستعاذة والرقية، قال النووي رحمه الله تعالى في شرح صحيح مسلم: قال كثيرون أو الأكثرون يجوز الاسترقاء للصحيح لما يخاف أن يغشاه من المكروهات والهوام ودليله أحاديث ومنها حديث عائشة في صحيح البخاري كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه تفل في كفه ويقرأ قل هو الله أحد والمعوذتين ثم يمسح بها وجهه وما بلغت يده من جسده. انتهى.

وقد قال الإمام مسلم في صحيحه (باب استحباب وضع يده على موضع الألم مع الدعاء) ثم روى عن عثمان بن أبي العاص الثقفي أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا يجده في جسده منذ أسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل باسم الله ثلاثا, وقل سبع مرات أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر. وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: ٦١٩٧٤.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٣ جمادي الأولى ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>