للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ليس من الابتداع العمل بما يظن جهلا أنه سنة]

[السُّؤَالُ]

ـ[قال لي بعض الزملاء إن موضوع صلاة عمر بن الخطاب أكثر من ٢٠ ركعة في صلاة التروايح هي عبارة عن روايات ضعيفة فأخبرته كيفية ذلك رغم أن في جميع وسائل الإعلام عندما يتحدث الشيوخ يذكرون ذلك فأخبرني بأنه من المستحيل أن يخالف سيدنا عمر سنة الحبيب وأخبرني بأنه للأسف الشيوخ تذكر أشياء كثيرة رغم أنها تعلم بضعف الأحاديث وأعطاني المفاجأة بأن حديث أن رمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة وأخره العتق من النيران ضعيف وأن الجنة تحت أقدام الأمهات حديث موضوع وهكذا رغم أنهما أكثر شيوعا وتقال دائما في إذاعة القرآن الكريم والفضائيات وكذلك خطبة الجمعة أفيدوني هل الأحاديث المذكورة ضعيفة فعلا فعليكم إنقاذ سنة الحبيب ولا تجعلوا الأحاديث الضعيفة هي المتداولة والصحيحة غير معلومة لأني أعلم أناسا كثيرين تصوم أول رجب والنصف من شعبان وكذلك قراءة سورة يس على الموتي علي أساس أنها سنة وهي معذورة رجاء عمل كتاب يكتب فيه الأحاديث المشهورة وهي ضعيفة حتي نستطيع أن نقتدي بسنة الحبيب الصحيحة وأن لا أصدم إذا كان كلام زميلي صحيحا فكيف أفعل شيئا بنية أنها سنة وبعد ذلك يتم إخباري بأن الرسول لم يفعل ذلك وأن هذا الحديث ضعيف أو موضوع وهل هذا يعتبر بدعة أم ماذا؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن قيام الناس في رمضان بعشرين ركعة أيام خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه رواه البخاري في الصحيح، وقد بينا نقاش المسألة والرد على من بدع الزيادة على إحدى عشرة ركعة في الفتوى رقم: ٥٤٧٩٠. والفتوى رقم: ٢٤٩٧.

وأما حديث الجنة تحت أقدام الأمهات فهو ضعيف بهذا اللفظ أي لفظ (أقدام الأمهات) ولكن يشهد لصحة معناه حديث معاوية بن جاهمة قال: يا رسول الله أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك. فقال: هل لك أم؟ قال: نعم. قال: فالزمها فإن الجنة تحت رجليها. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي وأقره المنذري، وراجع في حديث رمضان الفتوى رقم: ٢٥٧٧٣.

وأما عمل العبد بما يظنه سنة جهلاً منه بضعف أصله ومستنده فلا يعتبر مبتدعا بسبب ذلك نظرا لجهله، ويدل لذلك أن السلف لم يبدعوا من عمل بالمنسوخ وبالضعيف، فقد كان ابن مسعود رضي الله عنه يعمل بالتطبيق - وهو وضع اليدين بين الرجلين في الركوع وقد نسخ بوضع اليدين على الركبتين - ويعلمه أصحابه، ويوجد عند أئمة المذاهب كثير من المسائل مستندهم فيها ضعيف ولم يبدعوا بذلك.

هذا وننصحك بالارتباط بالعلماء وتعلم السنة عليهم، ويمكنك الاستفادة من الكتب التي تهتم ببيان الصحيح من الضعيف كالصحيحين، وكتب السنن الأربعة بتحقيق الألباني، وصحيح ابن خزيمة، وابن حبان، ومستدرك الحاكم، ومجمع الزوائد للهيثمي، وتحقيقات العلماء المعاصرين كتب الحديث كتحقيق مسند أحمد للأرناؤوط، والأدب المفرد، والجامع الصغير، والسلسلتين للشيخ الألباني، وإرواء الغليل له أيضاً.

وراجع للمزيد في الكتب التي تهتم بالضعيف الفتوى رقم: ٥٢٣٧٨.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٥ شوال ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>