للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الجهر بقراءة القرآن قبل خطبة الجمعة]

[السُّؤَالُ]

ـ[بسم الله الرحمن الرحيم

في مساجد أهل العراق إذا لم يقرأ القرآن من قارئ قبل صلاة الجمعة يكثر هرج الناس، في هذه الحالة إذا طلب من قارئ أن يقرأ ليسكت الناس، فهل هذا الأمر يعد بدعة؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فينبغي لجماعة المسجد أن يستغلوا فترة ما قبل خطبة الجمعة فيعمروها بالصلاة والأذكار وقراءة القرآن من غير أن يشوش بعضهم على بعض، وقد سبق أن ذكرنا في الفتوى رقم: ٤٩١٨٨ أن الجهر بقراءة القرآن قبل الخطبة يوم الجمعة غير وارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من خلفائه الراشدين، ويتأكد النهي عنه إذا أدى إلى التشويش على من بالمسجد من المصلين والتالين للقرآن، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: ٣٧٠٩٣.

لكن إذا كان أهل المسجد لا يشتغلون بالقراءة ولا بالصلاة في هذا الوقت فالأولى أن يشغلوا بدرس أو قراءة بدلاً من اللغط والكلام المرتفع المخل بآداب المسجد ولا يعتبر ذلك بدعة، وننبه هنا على أن كون الجهر بالقراءة في هذا الوقت غير وارد لا يعني ذلك المنع منه مطلقاً، بل لو كان يفعل مرة أو مرتين أو نحو ذلك ويترك مرات فلا بأس بذلك، ويمكن أن يؤتى بالدرس مرة وبالقراءة مرة أخرى ويترك ذلك في بعض الأحيان لئلا يظن الناس أن ذلك مما يسن في هذا اليوم، ثم إن على الخطيب أو من يقوم بالدرس أن يبين للناس بحكمة وهدوء أنه إذا كان رفع الصوت في المسجد بالقرآن وذكر الله تعالى لا يجوز إن أدى إلى تشويش فكيف برفع الصوت فيه بالكلام واللغط، ولا يخفى ما في ذلك من انتهاك حرمة المسجد والإخلال بآدابه فليتقوا الله تعالى وليعظموا حرماته، وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: ١٢٣٦٣، ٦٣١، ٣٨٣٩٤.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢١ جمادي الأولى ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>