للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[شبهة للنصارى وجوابها]

[السُّؤَالُ]

ـ[بسم الله الرحمن الرحيم

في يوم دخلت على الشات وكان في واحد مسيحي يتكلم عن الإسلام، وبعد ذلك قلت له (لقد نجى الله سيدنا موسي من فرعون ونجى سيدنا يوسف من الموت ونجى سيدنا نوحا ونجى سيدنا إبراهيم من النار فكيف يصلب المسيح) فرد وقال إن المصحف قال (إنه لذبح عظيم) ، أرجو التفسير؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن هؤلاء النصارى لا حجة لهم على باطلهم، فإذا كشفهم من ليس عنده نصيب كافٍ من العلم الشرعي استغلوا ذلك باعتباره نقطة ضعف عنده فلبسوا عليه، واعلم أن الجملة المذكورة ليست من كتاب الله تعالى، وإنما الموجود فيه هو قوله تعالى: وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ {الصافات:١٠٧} ، وذلك في سياق قصة فداء نبي الله إسماعيل على نبينا وعليه الصلاة والسلام، واقرأ القصة كاملة في سورة الصافات من الآية ٨٣ إلى الآية ١١٣.

هذا وإن من المجمع عليه عند المسلمين كافة أن المسيح عيسى ابن مريم لم يقتل ولم يصلب بل رفعه الله إليه، وإنما الذي قتل هو شبيهه، قال الله تعالى: وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا* وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَاّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا* بَل رَّفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا {النساء:١٥٦-١٥٧-١٥٨} ، وانظر الفتوى رقم: ٦٢٣٨، والفتوى رقم: ٥٣٠٢٩.

هذا ولا بد لمن تصدى لدعوة النصارى أو غيرهم من أهل الضلال أن يكون مؤهلاً لذلك حتى يكون لكلامه تأثير وحتى لا تنطلي عليه شبهات أهل الباطل، وانظر طائفة من هذه الضوابط وكذلك الكتب المختصة في الرد على شبهات النصارى في الفتوى رقم: ٢٩٣٤٧ وما تفرع منها، وانظر أسس دعوة النصارى إلى دين الإسلام في الفتوى رقم: ٢٠٨١٨.

وانظر بيان انحراف عقيدة النصارى في الفتوى رقم: ١٠٣٢٦، وانظر بعض المواقع على شبكة الإنترنت التي تختص بدعوة النصارى وكشف شبهاتهم في الفتوى رقم: ٤٧٠٩٥.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٦ ربيع الثاني ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>