للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[مخاطر الغزو التنصيري.. وسبل صدها]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا آنسه أعيش في القاهرة ثم بدأت أسمع وأرى على الفضائيات عن التنصير والتبشير وأرى شبابا وشابات يتنصرون وإذ بي فجأة أرى صديقة لي وجارة من عمر الطفولة فرق بيني وبينها عام متنصرة صدمت ثم فكرت ماذا أفعل راسلت جهات كثيرة على النت لكن ليس هناك مجيب فاتصلت بقريب لي من الشرطة للإبلاغ قال لي إني أنا الآن سيقبض علي بدلا منها لأنهم سيعتبروني أعمل فتنه طائفية، فماذا أفعل لا أريد أن أكون شيطانا أخرس، فأرجو الإفادة؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس من شك في أن أشد ما يواجه المسلمين من الأخطار هو ما يهدد عقيدتهم، فالرجوع عن الإسلام والردة إلى الكفر بعد الإيمان هي أعظم ما يكيد به الأعداء لهذا الدين، فهم يحاولون من قديم أن يفتنوا المسلمين ويردوهم عن دينهم بمختلف الوسائل تارة بالقوة وتارة بالحيلة والكيد والمكر، كما قال الله تعالى: وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {البقرة:٢١٧} ، وفي هذا العصر تعرض المسلمون لغزوات عنيفة تهدف إلى اقتلاع الإسلام من نفوس المسلمين وردهم عنه ولو بقوا تائهين بدون دين، وقد تمثل ذلك في الغزو الفكري والغزو التنصيري الذي جاء مع الاستعمار الغربي، والذي لا زال يمارس نشاطه في العالم الإسلامي وفي الجاليات والأقليات المسلمة.

وواجب المسلم هو المحافظة على دينه ومقاومة الردة بكل صورها، وأن لا يدع لها المجال حتى لا تتمدد في المجتمع المسلم، ويكون ذلك بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، فنهنئك -أيتها الأخت الكريمة- بهذا الشعور والغيرة للدين، وندعوك إلى السعي في مقاومة هذه الحملة التنصيرية التي إذا تركت وشأنها فلن تترك شيئاً، وحاولي أن تبثي التحذير من هذا الأمر في صفوف مجتمعك وبين صديقاتك وقريباتك، واستعيني بكل من لمست منه غيرة للدين، وبسلطات البلد من وجدت منهم لديه اهتمام بالموضوع.

واعلمي أن المسألة جد خطيرة، وقد تصل إليك أو إلى من هو أقرب إليك من تلك الصديقة التي ذكرت أنها تنصرت والعياذ بالله، ونسأل الله تعالى أن يعينك ويكلل سعيك بالنجاح.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٦ رمضان ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>