للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[مصير من سمع بالنبي صلى الله عليه مسلم ولم يؤمن به]

[السُّؤَالُ]

ـ[يقول المسيحيون إن المسلمين مضطرين للإيمان بعيسى عليه السلام أما هم فليسوا مضطرين للإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم، فكيف نرد عليهم؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الكلام الذي قاله هؤلاء النصارى يشتمل على حق وباطل، فأما الحق فهو أن الواجب على المسلمين أن يؤمنوا بنبوة عيسى ابن مريم على نبينا وعليه الصلاة والسلام، وذلك لأن الإيمان بالرسل كافة من أركان الإيمان، قال تعالى: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ {البقرة:٢٨٥} ، وفي حديث جبريل الطويل، قال صلى الله عليه وسلم: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره. رواه مسلم.

وأما الأمر الباطل في كلامهم، فهو قولهم إن النصارى غير مضطرين للإيمان بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا من أفرى الفرى وأكذب الكذب، فقد قال صلى الله عليه وسلم: والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار. رواه مسلم.

ولقد ثبت في الإنجيل ما يبشر بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وهم يعرفونه بصفته كما يعرف أحدهم ولده، وإنما ينكرونه جحوداً ومكابرة وعناداً، وانظر الفتوى رقم: ٥٨٩٦١.

هذا وننبهك إلى أمرين اثنين:

الأول: أن أهل الكتاب من اليهود والنصارى كفار في الدنيا، مخلدون في النار في الآخرة إن ماتوا على كفرهم، وانظر الفتوى رقم: ٢٩٢٤.

الأمر الثاني: أنه لا يجوز لك الخوض مع النصارى ولا مجادلتهم إلا بعد التأهل لذلك وبعد التضلع من العلم الشرعي، وذلك حتى لا ينطلي عليك ما يلقونه من الشبهات، مع أنها داحضة في نفسها، وانظر الفتوى رقم: ٦٢٠٢٢.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٨ جمادي الأولى ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>