للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[لم يعاقب الله اليهود بجرائم أسلافهم]

[السُّؤَالُ]

ـ[السلام عليكم ورحمة الله

الرجاء توضيخ السبب وراء مخاطبة الله عز وجل لليهود في عصر النبي صلى الله عليه بجرائم ارتكبها أسلافهم في عهد موسى عليه السلام، مثل قتل الأنبياء واعتدائهم في السبت؟ موضحين كذلك متى يكون الخلف مسؤولين أو مؤاخذين عما اقترف سلفهم؟ وجزاكم الله كل خير، وأعانكم على ما تقومون به.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الله تعالى يقول: وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الأنعام:١٦٤] .

أي لا تأثم نفس بإثم نفس غيرها، ولكنها تأثم بإثمها وعليه تعاقب دون إثم غيرها، وهذه القاعدة التي قررتها الآية الكريمة في حق كل الناس مسلمين أم كافرين يهوداً كانوا أو نصارى.

واليهود الذين كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لم يؤاخذوا بذنوب آبائهم وإنما أخذوا بإبائهم عن قبول الحق الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وتلاعبهم بالكتب التي بين أيديهم وهذا ما فعله آباؤهم من قبل بالرسل الذين بعثوا فيهم، ولهذا جاء الخبر عن آبائهم بصيغة الخطاب للحاضرين، كما قال الله تعالى: أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ [البقرة:٨٧] ، وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ [البقرة:٩٢] .

هذا من جهة، ومن جهة ثانية فإن يهود زمن النبي صلى الله عليه وسلم كانوا موافقين لآبائهم في جرائمهم ولم يتبرأوا من أفعالهم الشنيعة، فجاء الخطاب موجهاً إليهم.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٩ شعبان ١٤٢٤

<<  <  ج: ص:  >  >>