للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الطرق الصوفية تتفاوت فيما بينها قربا وبعدا عن السنة]

[السُّؤَالُ]

ـ[رسالة من زائر محولة من كتاب الزوار

جزاكم الله خيراً على هذا الموقع ... لكنني كنت أرجو أن تعرضوا الوجه الآخر للصوفية.. الوجه الذي عليه التصوف المعتدل وليس الذي عليه من حاد عن الطريق أو من تستر بالتصوف.. وأجب أن أقول إن كل ما يخالف الكتاب والسنة والجماعة وما عليه السلف الصالح هو مخالف للتصوف. فامسحوا ما كدر، وما بقي فهو تصوف.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

ففد سبق لنا أن بينا في عدة فتاوى أن الطرق الصوفية تتفاوت فيما بينها قربا وبعدا عن السنة، كما أنها تختلف في مقاصدها وأهدافها قديما وحديثا، فلا ينبغي الحكم عليها حكما واحدا، إذ منهم المبتدعة ومنهم الزنادقة ومنهم الزهاد.

وقول السائل الكريم امسحوا ما كدر.. فإن كان قصده أن نبين ما في التصوف من المخالفات الشرعية ونحذر منه وننفي علاقته بما ينسب إلى السلف مما يسمى تصوفا فهذا ما نفعله، وإن كان مقصوده أن نزيل من الموقع الفتاوى التي تحذر من البدع التي وقعت فيها الطرق الصوفية فهذا لا نوافقه عليه لأن تحذير المسلمين من هذه البدع المضلة واجب، ولو أبقينا على الفتاوى التي تتكلم عن عباد السلف وزهادهم الذين أطلق عليهم لفظ الصوفية فقط وحذفنا الفتاى التي تحذر من الطرق الصوفية المبتدعة لانخذع كثير من الناس بالطرق الصوفية المنحرفة ظنا منهم أنهم على نهج السلف، وأن صوفية هؤلاء المبتدعة كصوفية العباد والزهاد من أهل القرون الفاضلة.

وعلى كل فإننا نشكر الأخ السائل لمراسلتنا وإبداء رأيه ونحيله إلى الفتوى رقم: ٣٤٣٨٣، بعنوان العبرة بالحقائق والمضامين، والفتوى رقم: ٣٨٩٢٢، بعنوان بين السلف الصالح والصوفية.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٥ رجب ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>