للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[عدم التقيد بمذهب من المذاهب الأربعة ليس فسقا ولا معصية]

[السُّؤَالُ]

ـ[هل عدم اتباع مذهب معين من مذاهب الأئمة الأربعة أو غيرهم يعد فسقاً ومن يفعل ذلك من طوائف المسلمين أهم الوهابية؟

كما أود القول الفصل في الصوفية الصحيحة والسلفية الصحيحة وهل هناك تعارض بين الطائفتين وأي منهما ترجحون؟ وهل الوهابيون محسوبون على السلفيين وما مذهب كل من الطائفتين؟ جزاكم الله خيراً]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعدم التقيد بمذهب معين لا يعد فسقا ولا معصية إلا في حق من صار يتنقل بينها لأخذ ما يشتهيه من الأقوال الضعيفة أو الشاذة لأنها توافق هواه، وإلا فإنه لا يلزم في الأصل التزام مذهب معين كما بينا ذلك في الفتوى رقم: ٢٣٩٧.

وأما السلفية الصحيحة فمعناها اتباع كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بفهم السلف الصالح من الصحابة وتابعيهم من أهل القرون المفضلة، ولا شك أن السلفية بهذا المعنى هي الحق الذي يطالب كل مسلم بالتزامه.

وأما الصوفية فهي نسبة قد أطلقت قديما على بعض العباد من السلف الذين كانوا على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وعرفوا بالزهد في الدنيا وكثرة العبادة، فالصوفية بهذا المعنى لا تعارض بينها وبين السلفية الصحيحة، ولكن هذه النسبة غلبت على طوائف بعد ذلك يكثر عندهم الانحراف العقدي والسلوكي، فهؤلاء هم الذين بينهم وبين السلفية تعارض وتصادم، وانظر الفتوى رقم: ١٣٣٥٣، والفتوى رقم: ٨٥٠٠، والفتوى رقم: ٦٥٩٥٥، والفتوى رقم: ٢٩٢٤٣.

وأما الوهابيون فهذا لفظ يطلق على أتباع الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى، وهم كذلك لم يتسموا بهذا الاسم، وانظر الفتوى رقم: ٣٨٥٧٩، وكذلك الفتوى رقم: ٤١٧١٠، بعنوان الوهابيون سلفيون سنيون.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٤ رجب ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>