للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تعليق حول مسألة الولاية وهل ختمت بابن عربي]

[السُّؤَالُ]

ـ[ما هو رأيكم حول مسالة ختم الولاية عند الشيخ الأكبر محيي الدين ابن عربي وهل هو كان خاتم الولاية أم هو آخر وإذا كان كذلك فما هي أوصافه وبارك الله لكم وفيكم وعليكم.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلم أخي السائل وفقك الله لكل خير أنه لا يوجد في الكتاب ولا في السنة شيء اسمه ختم الولاية، ولم يقل بهذا أحد من الصحابة ولا التابعين ولا أحد من الأئمة الأربعة مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد، وإنما أحدثه مبتدعة الصوفية حيث يزعم كل واحد منهم أن شيخه خاتم الأولياء وآخرهم، كما أنهم يتلاعبون بلفظ الولاية ويزعمون أن دراويشهم الذين لا يتقون الله تعالى أنهم أولياء، وقد بين الله لنا في كتابه بيانا جليا واضحا من هم الأولياء فقال تعالى: أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ {يونس:٦٢-٦٣} فكل مؤمن بالله تقي فهو من أولياء الله وتتفاوت رتبهم بتفاوت التقوى وقوة الإيمان.

ثم كيف يكون ابن عربي من الأولياء فضلا عن خاتم الولاية وهو من أئمة الزيغ والضلال كما بينا ذلك في الفتوى رقم: ٣٢١٤٨.

والولي لله حقا لا يمكن أن يدعي لنفسه الولاية فضلا عن أن يدعي أنه خاتم الأولياء، وقد كان سادات الأولياء من الصحابة كأبي بكر وعمر رضي الله عنهما يخافون على نفسهم من الذنوب والنفاق، ويتمنى الواحد منهم أن ينجو يوم القيامة كفافا لا له ولا عليه.

وانظر لمزيد من الفائدة الفتوى رقم: ٤٤٤٥، في الفرق بين الولي حقا ومن يدعي الولاية، والفتوى رقم: ١١٢٢٥، في كون الأرض لا تخلو من أولياء الله حتى قرب قيام الساعة، والفتوى رقم: ٢٥٨٥٢، في ضوابط معرفة الولي.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٣ ذو القعدة ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>