للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حصر الحق في طائفة معينة إساءة وظلم]

[السُّؤَالُ]

ـ[جاء عالم دينى إلى إحدى المؤتمرات التي عقدت في برمنجهام بريطانيا وهذا الشخص جعل كل من في الأرض ضالاً أو مضلاً إلا جماعته التي ينتمى إليها وسمها بالسلفية وقال بالحرف: ليس هناك مايسمى جهاداً في الوقت الحاضر وقال لاتضيعوا فلسطين ولا أفغانستان أو الشيشان في أي مكان وقال للناس أنتم على الحق وغيركم على الباطل. والكارثة هنا معظم الحضور كانوا مسلمين جدداً وعندم يسمعون هذا الكلام يظنون هذا حقا فيتبعون هذا فهل من الإسلام أن تجعل من شئت مسلما ومن شئت كافرا وتجعل لنفسك خصوصية الله؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فمن جعل كل من في الأرض ضالاً وحصر الحق في طائفة معينة من الناس فقد أساء وظلم وضل وغوى، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم رواه مسلم عن أبي هريرة: و (أهلكهم) جاءت بالنصب وبالرفع.. فعلى النصب يكون معناها أنه سبب هلاكهم بكلمته تلك لأن مبناها على اليأس والقنوط، وعلى الرفع يكون معناها أنه أشدهم أو أسرعهم هلاكاً لأن مبنى ذلك على المبالغة، وهي ما تعرف عند النحاة هنا بأفعل التفضيل.

والحق هو ما كان عليه سلف الأمة من الاعتقاد والقول والعمل، ومن تمسك بذلك كان منهم، من أي جماعة كان، وفي أي بلد كان.

ولا يجوز لمسلم أن يدب إلى قلبه اليأس من تحرير بلاد المسلمين مهما كان الحال، فلا بد أن يأتي اليوم الذي يرجع فيه الحق إلى نصابه، وتؤدى الحقوق إلى أهلها، ومثل هذا القول لا يدل إلا على جهل قائله ويحكم على الجماعة التي انتسب إليها بمقاله وحاله، فكل امرئ بما كسب رهين.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٠ ذو القعدة ١٤٢٣

<<  <  ج: ص:  >  >>