للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[كتابة القرآن بحبر مستخلص من بقايا روث الشاه]

[السُّؤَالُ]

ـ[سؤالي مهم وحساس جداً فأرجو منكم تفصيل الإجابة، نحن هنا في ليبيا ندرس القرآن في (الكتاب) ونستخدم حبرا مصنوعا من مؤخرة الشاة (خليط من الصوف وما يسمى بالكعال "بقايا روث الشاة") بعد غليه في وعاء خاص لمدة طويلة وهذه الطريقة منتشرة في المغرب العربي والسودان وبعض الدول الإفريقية لجودة الحبر ومناسبته في الكتابة، سؤالي هل هناك امتهان لكتاب الله العزيز بكتابته بهذا النوع من الحبر على اعتبار أنه قد يكون مختلطا بنجاسة قبل المعالجة، فأرجو ردكم وأنتظر الإجابة بفارغ الصبر؟ ولكم جزيل الشكر.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب مراعاته في الحبر الذي يكتب به القرآن أمران هما طهارته وعدم استقذاره، وق د ذهب الشافعي رحمه الله إلى نجاسة فضلات الحيوانات مباحة الأكل، لكن الراجح من أقوال أهل العلم أن فضلات تلك الحيوانات طاهرة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أناساً من الأعراب قدموا المدينة ومرضوا فيها أن يشربوا من أبوال الإبل وألبانها، والحديث في الصحيحين وغيرهما، ولو كانت هذه الأبوال نجسة لما أمرهم بشربها.

ثم إن مجرد كون الحبر مصنوعاً من مؤخرة الشاة لا يجعله مستقذراً، خصوصاً مع ما ذكرته من غليه في وعاء خاص لمدة طويلة.

وبناء على ذلك فلا نرى بأساً في استخدامكم الحبر المذكور لكتابة القرآن، طالما أنكم لا ترونه مستقذراً، مع أن الأحوط تجنب الكتابة به خروجاً من الخلاف.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٦ شوال ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>