للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم كتابة القرآن بخط صغير وعبر تراكم الكلمات بألوان مختلفة]

[السُّؤَالُ]

ـ[أرجو الاطلاع على هذا الخبر وهو يخص عمل لوحات فنية بآيات القرآن الكريم، اختلفت التعليقات بين مؤيد مثن ومعارض مستنكر، أفيدونا بنظرة شرعية جزاكم الله خيراً.

المقال.....

صور ورسوم قرآنية تشكيلية ربما تعد الأولى من نوعها في الوطن العربي، يعرضها اليمني أحمد الرباحي حاليا وحتى نهاية شهر رمضان في قاعة بيت الثقافة في العاصمة صنعاء.

يحتوي المعرض على ١٣٠ لوحة قرآنية بمقاسات مختلفة، ويضم نحو ٢٧ مصحفا مكتوبا بخط اليد، كما يتضمن أصغر لوحة فنية للقرآن الكريم، ويبلغ مقاسها نحو ثلاثين في أربعين سنتمترا.

الرباحي قال للجزيرة نت إن لوحة لفظ الجلالة (الله) تحتوي على ٨٢ سورة قرآنية، وبين كل سورة وسورة علامة نجمة، وهي حصيلة سبع سنوات من العمل، وكتابة اللوحة نفسها استغرق ستة أشهر.

واعتبر أنها الأولى التي يكتب بها لفظ الجلالة بهذا الشكل، فقد طورت اللام لتصبح لامين منفصلتين بدلا من كونها مشتركة مع اللام الأخرى، في شكل لوحة تشكيلية، وقد حصل على براءة الحق الفكري من وزارة الثقافة.

منذ البداية

البداية مع الرباحي كانت في عام ٢٠٠١ من خلال قراءة القرآن الكريم والتعمق فيه، ثم انتقاله إلى كتابة بعض السور القرآنية وتكرير ذلك مثل سورتي الفاتحة والرحمن في لوحات عادية، ثم طرقت ذهنه فكرة كتابة سور القرآن في لوحات تشكيلية، رغم أنه ليس فنانا تشكيليا، وهكذا تطورت كتابة اللوحات من كتابة عادية إلى كتابة بالألوان، ثم أدخل عليها أشكالا هندسية ورسومات.

وجميع اللوحات القرآنية كتبها بقلم عادي وبخط بسيط جدا وغير معقد ويقدر على قراءته الجميع، واعتمد في بعض اللوحات على تكرار كتابة سورة واحدة وبخط صغير جدا، وعبر تراكم الكلمات بألوان مختلفة تتشكل اللوحة، وقال إنه لم يستخدم أي أداة لتصغير كتابة اللوحات، وإنه اعتمد على بصره دون نظارة.

الفنان اليمني كتب آيات القرآن في لوحات فنية (الجزيرة نت)

وركز في العديد من اللوحات القرآنية على جعل خلفيتها السماء بزرقتها ونجومها، منطلقا في ذلك من قوله تعالى "إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب، الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض"، وهي دعوة للتفكر والتأمل في السماء كونها تدل على عظمة الله.

وأشار إلى أنه في إحدى اللوحات كرر سورة القدر ٣٦٥ مرة، وفي لوحة أخرى أورد أسماء الله الحسنى الـ٩٩ مكررة ٤٩ مرة، وفي لوحة أبرز فيها البسملة، كتب "بسم الله الرحمن الرحيم" ٤٦١٣ مرة، وفي لوحة "الحمد لله" أعاد كتابة سورة الفاتحة ٨٨٥ مرة.

يذكر أن الرباحي شارك في رمضان الماضي في المعرض الرابع عشر الدولي للقرآن الكريم، الذي أقيم في العاصمة الإيرانية طهران، وحضرته أكثر من ٢٥دولة إسلامية، وزار جناحه الرئيس الإيراني أحمدي نجاد وقلده ميدالية المعرض الأولى.

والرباحي من مواليد صنعاء ١٩٦٢م، كان عمله الأساسي مرشدا سياحيا لإجادته اللغة الألمانية، لكنه توقف عن عمله عام ٢٠٠٠، لتبدأ رحلته مع كتابة القرآن في لوحات، وقد حفظ الرباحي القرآن قبل التحاقه بالمدرسة.

المقال موجود في موقع الجزيرة نت.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد كره جمهور الفقهاء -رحمهم الله- كتابة القرآن في الأماكن التي يمكن أن يهان فيها كالجدران والستور، وحرموا كتابته في الأماكن التي يهان فيها حقيقة كالبسط والفرش التي تداس.

والعلة في كراهة الأول هي احتمال حصول الإهانة بسقوط الجدار أو جزء منه، أو استعمال الستور في التنظيف وغيره.

والعلة في تحريم الثاني هي الإهانة الحاصلة في حق القرآن يقينا.

من هذا يتبين أن العلة -حقيقة- هي الإهانة.

كما أنه يحرم كتابة القرآن بأية طريقة تؤدي إلى تحريفه أو تبديل فيه.

وعليه، فإذا كانت الصور والرسوم القرآنية المذكورة لا تحتمل شيئا من الإهانة للقرآن، وليس فيها تحريف لكلماته وآياته فلا نرى بها بأسا.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٦ شوال ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>