للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[قصر المنفصل في رواية قالون عن نافع]

[السُّؤَالُ]

ـ[أتوجه بالشكر الجزيل لأصحاب هذا الموقع العظيم المفيد كما أتوجه بسؤالي هذا إلى المختصّين في تجويد القرآن

السؤال هو أني اشتريت مصحف التجويد الصادر عن دار المعرفة بدمشق على رواية الإمام قالون عن نافع المدني ولاحظت أن كلمة [كفروا] من الآية ٢٥ من سورة الأنعام قد لوّن حرفي الواو والراء باللّون الأحمر دليل أو علامة المد الواجب أو المتصل الذي يجوز مده بقدر ٤ حركات فتعجبت لذلك لأن المصحف مضبوط على وجه قصر المنفصل كما أعلمكم أن هذه هي الكلمة الواحدة في كامل المصحف التى وقع فيها تلوين المنفصل فما سبب ذلك أفيدونا أثابكم الله ولكم جزيل الشكر؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنشكر السائل الكريم على اهتمامه بكتاب الله عزوجل وعلى ثقته بالموقع وجهود العاملين به، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا عند حسن ظنه , وفيما يخص سؤاله فإن تلوين الواو في المد المنفصل من الكلمة المشار إليها في المصحف المذكور لا وجه له، والأقرب أن يكون خطأ مطبعياً، لأن هذا المصحف كغيره من المصاحف التي اطلعنا عليها مطبوعة برواية قالون عن نافع تلتزم ضبط المد المنفصل بالقصر لقالون لأنه المقدم في الأداء والمأخوذ به عند المغاربة، وإن كانت الروايتان صحيحتان عن قالون كما جاء في حرز الأماني والدرر وغيرهما حيث يقول الشاطبي:

فإن ينفصل فالقصر بادره طالبا * ... بخلفهما يرويك درا ومخضلا

ويقول ابن بري: والخلف عن قالون في المنفصل. ويقول إدوعيشي:

ع مل عيسى القصر في المنفصل * ... معنى وذا القول عليه عول ...

وصدرن بالمد ثم ثني * ... ... ... بالقصر فافهمه وخذه عني

ولهذا فإن وضع علامة المد فوق الواو وتلوينه بلون المد الواجب يعتبر خطأ مطبعياً.

وننبه السائل الكريم إلى أن المصحف المذكور رغم ما تميز به من الفوائد الكثيرة وما بذل فيه من جهد يستحق الشكر فإن به أخطاء كثيرة كغيره من عمل البشر، ومن ذلك على سبيل المثال كلمة ((أصلواتك)) في الآية: ٨٧ من سورة هود فإن الألف المحذوفة في الرسم وضعت فوق الواو كأنها ألف عوض عند من يقرأ الكلمة بالإفراد فإذا رآها شخص لا يميز بين القراآت قرأها بذلك، وهو خطأ بالنسبة لقالون. والصواب وضع الألف بعد الواو كما كتبناها ووضع فتحة فوق الواو للدلالة على أن الواو مقروءة وأن الكلمة بالجمع كما هي رواية قالون ومن وافقه.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٩ شوال ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>