للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تفسير البيضاوي ليس فيه إقرار لدعاوى النصارى]

[السُّؤَالُ]

ـ[أود أن أسأل ما هي حقيقة تفسير البيضاوي وما هي سيرته وهل يعتد بتفسيره مثل القرطبي وابن كثير مثلا لأن النصارى يستشهدون به على كثير من معتقداتهم منها صلب المسيح ويقولون إن البيضاوي يقول إن الناسوت قد صلب ويستشهدون به في حقائق كثيرة عندهم فأرجو الإفادة ومعرفة هل هذا التفسير صحيح أم لا الأمر جد خطير أرجو سرعة الإجابة؟

وجزاكم الله خيرا]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن البيضاوي مفسر من المفسرين، وهومن التفاسير المعتبرة في الجملة، وتفسيره ليس فيه إقرار لدعاوى النصارى وتناقضاتهم الباطلة، وإنما ذكر في تفسيره ما ذكر من صلب الناسوت ضمن الأقوال التي نقلها عن المختلفين في شأن عيسى عليه الصلاة والسلام، فيبين بعض أكاذيبهم التي لم يستندوا فيها إلا على الظن المبني على الجهل وليس إقرارا منه لها، ذكر ذلك عند تفسير قوله تعالى: وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ {النساء: ١٥٨} ولا يستغرب من نصارى العصر أن يفهموا فهما خاطئا كما اعتقدوا ما لا تقبله العقول السليمة من التثليث والاتحاد وكون الرب يقتل ويصلب ويعجز عن الانتصار لنفسه أو لابنه.

وراجع الفتاوى التالية أرقامها: ٦٢٣٨، ٣٠٥٠٦، ٩٩٨٥، ١٠٣٢٦، ٦٤٧٢.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٨ صفر ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>