للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حول الإعجاز العلمي في القرآن]

[السُّؤَالُ]

ـ["أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون" الشعراء,

يعبثون بآيات خلقه وتعديلها اتخذوا مختبراتهم وتجاربهم كمصانع لينتجوا سلالة لا تشيخ, وبالتالي تكون مخلدة لا تموت, اشتغلوا على الجينات للاستنساخ وعملوا ليزيلوا منها جينات الشيخوخة لعلهم يخلدون ونسوا كلام الله "لكل أجل كتاب" و"إنك ميت وإنهم ميتون" أصحاب اليمين وأصحاب الشمال في سورة الواقعة،

المخ يتكون من فصين الشمال واليمين ولكل نشاطه وتأثيره الخاص على شخصية الإنسان وتصرفاته ولو دققنا لوجدنا نشاط الفص اليمين يتميز بالأحاسيس الشفافة والقوة الروحانية والغيبيات عند الإنسان والإدراك الغيبي فيؤمنون بالله والملائكة والجن وهذه صفات المؤمنين, والفص الشمال مسئول عن العقل المنطقي العلوم المادية والحسابات فيتعامل بأسلوب علمي وعلماني لا يؤمنون إلا بما هو ملموس محسوس فلا يؤمنون بالغيب، وبالتالي لا يؤمنون بالله العظيم وهذه صفات أهل الشمال, وأما المقربون جعلنا الله وإياك منهم آمين من كانت عنده صفات أهل اليمين وعمل على تقويتها بالعبادات -وسخر نشاط الفص الشمال بكل قدراته العلمية والحسابية والإبداعية ليتدبر آيات الله في خلقه وقدراته في الكون سبحانه وتعالى عما يصفون.

"إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا" نعرف أن المعنى العام هو أن لكل فريضة موعدا محددا لأدائها ووقتا ملزما مكتوبا, وهناك لمحة أخرى وهي أن لكل إنسان موعدا لقبض روحه ووفاته بوقت (معلوم عند الله) وكذلك له صلاة الميت الخاصة بالمؤمن المسلم

(إن الصلاة) صلاة الجنازة (كانت على المؤمنين) تصلى على كل مسلم قبل دفنه؟ (كتابا موقوتا) بوقت وفاته حضرة الشيخ الجليل أرجو سماع رأيك ومشاركتك أنا صيدلانية أحب القرآن الكريم جدا أفكر وأتدبر آياته حتى إني أتفاعل معها، درست علم التجويد لأكون من المتقنين أرجو مساعدتي وتوجيهي وأنا أعمل بدار القرآن مدرسة تجويد وتحفيظ كتاب الله هل يمكن اعتبار ذلك آية معجزة؟ وهل يمكن تسجيلها رسميا ضمن الآيات المعجزة في القرآن الكريم؟ جزاكم الله خيراً وشكراً لتعاونكم وتفهمكم.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

لقد منً الله عليك بهذا الفضل العظيم وهو حب للقرآن الكريم والتفكر في آياته، أما الكلام العلمي الذي نقلتِه فهو مما علمه الله البشرية، وإذا كنا - نحن المسلمين - تخلفنا قروناً عن مواكبة علوم الدنيا فلا بأس من أن نستفيد مما أنتجه غيرنا لإثبات إعجاز كتابناً وسنة نبيناً، ولكن ذلك يجب أن يكون مبيناً على حقائق علمية ومناسبات واضحة لا على أوهام وظنون وإذا تقرر هذا.

فقوله تعالى: أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ* وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ {الشعراء:١٢٩} ، نزل في قوم عاد فراجعي تفسيرها في كتب التفسير، وما ذكرت من العبث بالجينات صحيح، ولكن لا نحمل القرآن أي معنى ولو كان صحيحاً لا رابط واضح بينه وبين المقصود من كلام الله، وفي هذه الآيات معجزات غير ما ذكرت,

فالمعجزة هنا تاريخية فالكتب السابقة والمؤرخون القدامى لم يعلموا شيئاً عن عاد وثمود وقوم شعيب واكتشفت أماكن هؤلاء الأقوام منذ قرن من الزمان فقط على نفس الهيئات التي فصلها القرآن،

أما قوله تعالى: (وأصحاب اليمين) و (أصحاب الشمال) وربط ذلك بوظائف الفص الأيمن والأيسر من المخ فليس فيه مناسبة واضحة يمكن التعويل عليها من إثبات الإعجاز العلمي؛ لأنه على فرض صحة هذا الكلام علمياً -فإن كلا الفصين يعملان بصورة متكاملة فيما يظهر لنا،

وكذلك في قوله: إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا {النساء:١٠٣} ، سياقها مع ما قبله في توقيت الصلوات الخمس، ولا يدخل فيها الجنازة، فالخطاب للمصلين والميت لا يصلي، والذي ننصحك به أن تحذري من الخوض في تفسير كلام الله بدون علم، وأن تكثري من القراءة في كتب التفسير.. علمنا الله وإياك ورزقنا العمل بما علمنا.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٨ شعبان ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>