للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[لا وجود للبشر قبل آدم عليه السلام]

[السُّؤَالُ]

ـ[شيخنا الفاضل أود سؤالكم عن مسألة حيرتني: في حصة من حصص العلوم الطبيعية حدثنا الأستاذ المشرف عن موضوع وجود أناس قبل سيدنا آدم لكنهم كانو متوحشين أي لم يميزهم الله بميزة العقل، واستند في ذلك على قول الملائكة لله عز وجل: قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ. [البقرة: ٣٠] . إذ كيف للملائكة أن يعرفوا إذا ما كان الناس سيقتلون ويفسدون فيها إن لم يروا ذلك من قبل؟ وهل يمكن أن يكون هذا الأستاذ ملحداً استنادا على قوله هذا؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق أن بينا في الفتوى رقم: ٤٧١١٣ أنه لا وجود للبشرية قبل آدم عليه السلام، وأما احتجاج ذلك الأستاذ بالآية الكريمة فلا يصح، لعدة أوجه سبق ذكرها في الفتويين: ١٠٩٩، ١٧٣٦٠.

لكن ما قاله لا يكفي بمجرده للحكم عليه بالإلحاد والكفر، وإنما هو متأول مخطئ، والقاعدة أن من ثبت إسلامه بيقين لا يحكم بإنتفائه عنه إلا بيقين مثله لا بشك، للقاعدة الفقهية المشهورة: اليقين لا يزول بالشك. وانظري في الفتوى رقم: ٧٢١ في ضوابط التكفير.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٦ رمضان ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>