للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[مواعدة الله تعالى لموسى عليه السلام]

[السُّؤَالُ]

ـ[وعد الله سيدنا موسي ٤٠ ليلة. لماذا وعده الله إياها، ومتى وعده الله ٤٠ يوما؟ أي قبل أو بعد عبادة قومه للعجل؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد قال تعالى عن موسى عليه السلام،: وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً.. . (الأعراف:١٤٢) وكانت هذه المواعدة لبدء وحي كتاب التوراة بعد أن أنجى الله قومه بني إسرائيل من العبودية، وجعلهم أمة حرة قادرة على القيام بما يشرعه الله لها من العبادات وأحكام المعاملات، قال الشيخ ابن سعدي في تفسيره: ولما أتم الله نعمته عليهم بالنجاة من عدوهم، وتمكينهم في الأرض، أراد تبارك وتعالى أن يتم نعمته عليهم، بإنزال الكتاب الذي فيه الأحكام الشرعية، والعقائد المرضية، فواعد موسى ثلاثين ليلة، وأتمها بعشر، فصارت أربعين ليلة، ليستعد موسى، ويتهيأ لوعد الله، ويكون لنزولها موقع كبير لديهم، وتشوق إلى إنزالها. انتهى.

وكانت هذه المواعدة قبل عبادة بني إسرائيل للعجل، فقد بدأت هذه الفتنة أثناء غياب موسى عليه السلام وقبل رجوعه كما قال تعالى: وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ ... إلى قوله تعالى: وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي ... {الأعراف ١٤٨-١٥٠}

ولمزيد من التفصيل حول قصة موسى عليه السلام في القرآن الكريم راجع الفتوى: ١١٢٥٦٠.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٩ جمادي الأولى ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>