للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[بيان خطإ القول بأن الله تعالى لقن العصاة الحجة بقوله: ما غرك بربك الكريم]

[السُّؤَالُ]

ـ[هل صحيح أن تفسير: يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم. أن الله لقن العصاة الحجة، بمعنى أن لو كان من يزنى يشل الله أركانه، ومن يكذب يقطع الله لسانه وهكذا، لما جرأ أحد أن يزنى او يكذب، وكان الكل سيخاف الله ويحذر ارتكاب المعاصي، ولكن غرنا بربنا أنه كريم، فلذلك نرتكب المعاصي بكثرة إلا من رحم ربى؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد قال الشوكاني في تفسيره عند قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ. {الإنفطار:٦} .

قال: هذا خطاب الكفار: أي ما الذي غرك وخدعك حتى كفرت بربك الكريم الذي تفضل عليك في الدنيا بإكمال خلقك وحواسك وجعلك عاقلا فاهما ورزقك وأنعم عليك بنعمه التي لا تقدر على جحد شيء منها. قال قتادة: غره شيطانه المسلط عليه. وقال الحسن: غره شيطانه الخبيث وقيل حمقه وجهله وقيل غره عفو الله إذا لم يعاجله بالعقوبة أول مرة كذا قال مقاتل. اهـ

وأما الكلام المذكور في السؤال فقد ذكر ابن كثير في التفسير أنه قال البغوي: وقال بعض أهل الإشارة: إنما قال: بربك الكريم. دون سائر أسمائه وصفاته، كأنه لقنه الإجابة.

ثم قال ابن كثير في الرد على هذا: وهذا الذي تخيله هذا القائل ليس بطائل؛ لأنه إنما أتى باسمه: الكريم لينبه على أنه لا ينبغي أن يقابل الكريم بالأفعال القبيحة، وأعمال السوء. اهـ

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٣ شعبان ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>