للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تفسير قوله تعالى: رفيع الدرجات.]

[السُّؤَالُ]

ـ[قول الله تعالى في سورة غافر: رفيع الدرجات.

من المقصود؟ هل الله عز وجل؟ وما هى الدرجات؟

هل من الممكن شرح المعنى؟ ولماذا لم يقل أرفع درجة؟ لأنه لو كان المقصود الله سبحانه وتعالى، لماذا لا تكون أرفع درجة؟ لأنه ليس محل مقارنة مع غيره، أرجو شرح تفصيليا، وهل يمكن دعاء الله عز وجل يا رفيع الدرجات إذا كان هو المقصود أو التوسل إليه بذلك؟.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن قوله تعالى: رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ {غافر: ١٥} . وصف لله تعالى بالرفع وكلمة رفيع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو: ضمير اسم الجلالة في قوله تعالى: فَادْعُوا اللَّهَ. كذا قال ابن عاشور في تفسيره.

ويحتمل في معنى الآية كما قال ابن جزي والقرطبي: أن يكون المراد وصف الله بالعلو فيكون المعنى مرتفع الدرجات أو أن يراد وصفه بكونه رافع درجات عباده في الآخرة.

ولا إشكال على كل في هذا، ففعيل هنا بمعنى فاعل، وقد جاءت بصيغة المبالغة، وقد ذكر القرطبي في التفسير أنها تفيد معنى أنه لا أرفع منه قدرا.

وصيغ المبالغة كثر وصف الله تعالى بها في القرآن دون أن يؤتى فيها بصيغة التفضيل، فقد وصف بالقدير والرحيم والغفور والعزيز والعلي.

وأما دعاء الله بهذه الصفة فهو جائز إذ عدها أهل العلم من أسماء الله وصفاته.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٢ شعبان ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>