للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تفسير قوله تعالى (ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن)]

[السُّؤَالُ]

ـ[بم تفسر قوله تعالى: وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن. لماذا قال تعالى: ذلكم أطهر لقلوبكم، هل معنى هذه الآية أن الحب حرام لماذا لم يقل ذلكم أطهر لشهوتكم مثلا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن تعلق قلب المرء بالطرف الآخر أعم من موضوع الشهوة ولهذا حرم الشرع تعلق الأجنبي بالأجنبية لإقامة علاقة بينهما لأنه يعتبر من مقدمات الفاحشة المحرمة، قال تعالى: وَلَا تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً {الإسراء:٣٢} .

ومعنى الآية المسؤول عنها أن الرجل إذا سأل المرأة عن شيء يستفاد منه من الماعون والحاجات أو الفتاوى فليكن ذلك من وراء ستار بينهما.

واختلف في المشار إليه بقوله ذلكم أطهر لقلوبكم والظاهر أن المراد به جميع ما تقدم من الاستئذان والسؤال من وراء حجاب، والمراد بقوله أطهر لقلوبكم أن ذلك أكثر تطهيرا للقلوب من الريبة وخواطر السوء التي تعرض للرجال في أمر النساء كذا قال الشوكاني وابن العربي في تفسيريهما.

وحب الرجل وعشقه لامرأة لا يحل له إن كان بفعل منه وكسب حرام، أما إن لم يكن ذلك بكسبه هو كأن رأى امرأة نظر فجأة وصرف بصره عنها لكن تعلق قلبه بها وأحبها فإنه لا يأثم بذلك، وراجع للاستزاده عن هذا الحكم الفتوى رقم: ١٣١٤٧.

ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٢٠٤٥٩، ٣٠٩٩١، ١١٩٤٥، ٥٤١٤٩، ١٠٧٢، ٢٥٩٥، ٤٨٩٩٠، ٦٣٦٢٥.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٣٠ ذو القعدة ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>