للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تفسير: مغرب الشمس ومطلع الشمس في سورة الكهف]

[السُّؤَالُ]

ـ[لماذا بالذات عندما وصل ذو القرنين إلى أقصى الغرب كانت الشمس في حالة غروب، وعندما وصل أقصى الشرق كانت في حال شروق، أقصى الشرق لا يختلف عن أقصى الغرب بالنسبة لشروق الشمس وغروبها والشروق والغروب لا يستمر إلا وقتا محددا والشروق يتبعه غروب وكذلك الغروب يتبعه شروق، المتأمل للآيات يشعر وكأن الشمس في المكان الأول كانت في وضع غروب دائم أما في الثاني فكأنها في وضع شروق دائم مما يشعرني مرة أخرى أن هذه التفسيرات ليست هي التفسيرات المقنعة ولكني أعلم أن القرآن الكريم هو كتاب الله العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، وعلى ذلك أعتقد أن للآيات تفسيرا آخر وما ذكره الله فيها هي علامات على أماكن في الكرة الأرضية أنا أتساءل فقط لأنني لست جغرافية هل يمكن تفسير الآيات وهل يمكن أن ينطبق التفسير على الأماكن إذا كانت الحركة من الشمال إلى الجنوب أو العكس وليس من الشرق إلى الغرب، ففي أقصى الشمال مثلا في شهر يونيه يستمر طلوع الشمس في الدائرة القطبية بسبب ميل المحور ويتناقص فترة الطلوع تدريجيا حتى نصل إلى الدائرة القطبية الجنوبية حيث يستمر اختفاء الشمس وتبدو وكأن الشمس تطلع عل الكرة الأرضية من الشمال (مطلع الشمس) وتغرب في الجنوب وقبل المكان الذي يستمر فيه اختفاؤها هناك مكان تظهر فيه الشمس فترة وجيزة جدا، لا تظهر إلا لتختفي وكأنها في حالة غروب، والسؤال هو هل يوجد مكان على الأرض في دائرة عرض ضيقة جدا (أقصى الشمال أو أقصى الجنوب) يحدث فيه الغروب على مقربة من الرائي بحيث يرى الشمس تغرب في عين حمئة ويكون هذا في منطقة مأهولة بحيث يرى عندها قوما، أنا متأكدة من أن آيات القرآن الكريم هذه تنطبق على أماكن محددة وهي كما وصفها الله تعالى وأريد أن يوفقني الله في معرفة ذلك ولا يقول أحد إن هذا علم لا ينفع وجهل لا يضر فما دام الله قد وصف هذه الأماكن فلابد أن هناك حكمة وربما عندما نرى أن هذا الوصف قد انطبق على أماكن محددة فعلا يكون هذا دليل لغيرنا لأننا متيقنون أن القرآن هو كلام الله العظيم فهل تعينوني على فهم هذا إن أمكن وجزاكم الله كل خير؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن المتأمل للآية وتفسيرها لا يلاحظ فيها ما ذكرته السائلة في كون الشمس في شروق دائم أو غروب دائم، ومغرب الشمس المراد به أقصى الأرض من ناحية المغرب، وهكذا مطلع الشمس، ويحتمل أن يكون ذو القرنين وصل مطلع الشمس عند وقت طلوعها، ووصل مغرب الشمس عند وقت غروبها، كما يحتمل أن يكون جاء في غير ذلك الوقتين واطلع على حال طلوعها وغروبها.

واعلمي أن المفسرين قد ذكروا أن الشمس تختلف مشارقها ومغاربها باختلاف أيام السنة في الصيف والشتاء، فتكون تارة تطلع من أقصى الشمال الشرقي وتارة من أقصى الجنوب الشرقي.

قال الشوكاني: في تفسير قوله تعالى: فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ {المعارج:٤٠}

قال: يعني مشرق كل يوم من أيام السنة ومغربه. اهـ

وراجعي في معنى غروبها في عين حمئة وفي اختلاف مشارقها ومغاربها الفتاوى ذات الأرقام التالية: ١٠٥٦٢، ٧٢١٢١، ١١٠٦٢٧.

ويمكنك أن تراجعي في الأمر بعض المتخصصين في الجغرافيا والإعجاز العلمي.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٢ رمضان ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>