للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الصفات في سورة الماعون واردة في شأن المنافقين]

[السُّؤَالُ]

ـ[أفهمني الله عز وجل في سورة الماعون أنه عندما قال: بسم الله الرحمن الرحيم أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ* فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ. أن هذه صفات يتحلى بها الساهون عن الصلاة وذلك لكون الفاء في الآية التي تليها فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ وفهمت أن خطورة السهو عن الصلاة وما ينتج عنها في أوائل سورة الماعون لذلك توعد الله الساهين عنها لضمان سعادة أوليائه في الدنيا والآخرة، فما قولكم في صحته؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالصفات المذكورة هي صفات خبيثة اتسم بها المنافقون كما ذكره ابن عباس ومجاهد والإمام مالك فيما نقله الألوسي في روح المعاني، فقد وصفهم الله تعالى بسوء الاعتقاد وهو التكذيب بيوم الدين، وسوء الأخلاق والقسوة في المعاملة، ثم توعدهم بالويل على تلك القبائح مع إبراز جملة أخرى من قبائحهم، وهي تضييع الصلاة والرياء والبخل لإفادة أنهم جمعوا بين سوء معاملة الله ومعاملة الخلق كما وصفهم بمثل ذلك في آيات أخرى، كقوله تعالى: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلَاةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَاّ قَلِيل اً {النساء:١٤٢} ، وكقوله تعالى: الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ {التوبة:٦٧} ، وأما الفاء المذكورة في الآية فهي فاء السببية كما ذكره صاحب الدر المصون، وذكر الشوكاني أنها جاءت لترتيب الدعاء عليهم بالويل على ما ذكر من قبائحهم.

وبناء عليه فإنها لا تفيد ما ذكرت، وراجع في ذلك الفتويين الآتيتين: ٢٥٧٨٤، ١٠٢٤٤.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٧ رجب ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>