للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ميثاق النبيين المذكور في سورتي آل عمران والأحزاب]

[السُّؤَالُ]

ـ[بسم الله الرحمن الرحيم. يقول الله تعالى في سورة آل عمران: وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنون به ولتنصرنه ... أيقصد تعالى بهذا الميثاق الميثاق الذي ذكره في سورة الأحزاب؟ حيث يقول تعالى: وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا ... الشيء الذي يثير حيرتي هو أن الميثاق في سورة الأحزاب اتخذه كذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والميثاق في سورة ال عمران يبشر بقدوم نبي يؤمن به جميع الأنبياء؟ أسأل الله أنكم قد فهمتم ما أقصده. والحمد لله ولا إله إلا الله وجزاكم الله خيرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأصل الميثاق في اللغة العهد، ومحصل ما ذكره أهل التفسير أن العهد في هاتين الآيتين معناه واحد وهو أن الله تعالى قد أخذ على جميع الأنبياء إقامة الدين والدعوة إلى توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له، وأن يصدق بعضهم بعضا، وهذا القدر يدخل فيه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

وقد زادت آية آل عمران التنصيص على أمر وهو ما ورد عن علي وابن عباس رضي الله عنهما أنهما قالا: ما بعث الله نبيا من الأنبياء إلا أخذ عليه الميثاق لئن بعث الله محمدا وهو حي ليؤمنن به وينصرنه وأمره أن يأخذ الميثاق على أمته لئن بعث محمد وهم أحياء ليؤمنن به ولينصرنه. اهـ.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٣ جمادي الثانية ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>