للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حول كلمة (وبال) و (منسأة)]

[السُّؤَالُ]

ـ[قول الله تعالى: فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا. هل كلمة وبال هي الواو حرف عطف ثم كلمة (بال) بمعنى انتهى وفنيت هذه القرية، أم أن الكلمة هي (وبال) بمعنى عاقبة الأمر السيء أم يحتمل الأمرين معا، وكذلك قوله (منسأته) ، هل هي مكونه من (من) حرف الجر ثم سأة بمعنى العصا التي كان يتكئ عليها سيدنا سليمان، أم أن العصا اسمها (منسأة) ؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالوبال كلمة واحدة وهي بمعنى العقوبة والجزاء، وكذلك المنسأة كلمة واحدة متصلة وهي بمعنى العصا العظيمة، ففي الدر المنثور للسيوطي: عن مجاهد (فذاقت وبال أمرها) قال: جزاء أمرها. وأخرج عبد بن حميد عن قتادة (فذاقت وبال أمرها) قال: عقوبة أمرها. وقال القرطبي في تفسيره: قال الله تعالى: فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا يعني جزاء ذنبها. انتهى.

والمنسأة أيضاً كلمة واحدة وهي بمعنى العصا بلغة الحبشة، ففي التحرير والتنوير لابن عاشور: والمنسأة بكسر الميم وفتحها وبهمزة بعد السن وتخفف الهمزة فتصير ألفا هي العصا العظيمة، قيل هي كلمة من لغة الحبشة. وقرأ نافع وأبو عمرو بألف بعد السين. وقرأه ابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف وهشام عن ابن عامر. بهمزة مفتوحة بعد السين. وقرأه ابن ذكوان عن ابن عامر بهمزة ساكنة بعد السين تخفيفاً، وهو تخفيف نادر. انتهى.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٥ جمادي الثانية ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>