للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تفسير: والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ...]

[السُّؤَالُ]

ـ[أتى رجل في المنام إلى أمي وقال لها إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يبلغها السلام وقال له اتل هذه الآية عليها ـ الله لا إله إلا هو الحي القيوم ... والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس أولئك لهم مغفرة وأجر عظيمـ وبعد ذلك بعشرة أيام مات ابنها الصالح عمره ٢٤ في حادث سيارة، فما تفسير هذه الآية؟ وما علاقتها بهذا الابتلاء؟ ولكم جزيل الشكر.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولاً أن ننبهك إلى أن قوله تعالى: اللهُ لا إِلَهَ إِلَاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ. توجد في كل من سورة البقرة الآية ٢٥٥، وسورة آل عمران الآية ٢، كما ننبهك إلى أن الآية الثانية ليست هي كما جاءت في السؤال، وإنما نصها هو: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {آل عمران:١٣٤} ، ثم نحيلك إلى ما للآية الأولى من الفضل، ويمكنك أن تراجعي فيه الفتوى رقم: ٤٤٨٣٧، والفتوى رقم: ٥١٧٦٦.

وأما الآية الثانية فنحيلك في تفسيرها إلى ما ذكره ابن كثير في تفسيره، حيث قال: قوله تعالى: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ... أي إذا ثار بهم الغيظ كظموه بمعنى كتموه فلم يعملوه، وعفوا مع ذلك عمن أساء إليهم.... إلى أن قال: فقوله تعالى: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ أي لا يعملون غضبهم في الناس بل يكفون عنهم شرهم، ويحتسبون ذلك عند الله عز وجل، ثم قال تعالى: وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ أي مع كف الشر يعفون عمن ظلمهم في أنفسهم، فلا يبقى في أنفسهم موجدة على أحد. وهذا أكمل الأحوال، ولهذا قال: وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ فهذا من مقامات الإحسان ... انتهى.

وأما ما طلبته من تفسير علاقة الرؤيا بما حدث، فإن موقعنا ليس متخصصاً في تفسير الرؤى، إلا أننا ننبهك إلى أن الرؤى لا تنبني عليها أحكام شرعية.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١١ ربيع الثاني ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>