للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تفسير قوله تعالى (إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم..)]

[السُّؤَالُ]

ـ[شرح الآية: إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا.....إلى قوله تعالى: لهم عذاب أليم. ماذا يعني عهدهم وأيمانهم؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

وبعد فقد قال الطبري رحمه الله تعالى عند ذكره لتلك الآية: إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الآَخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {آل عمران:٧٧} قال أبوجعفر يعني بذلك جل ثناؤه: إن الذين يستبدلون - بتركهم عهد الله الذي عهد إليهم ووصيته التي أوصاهم بها في الكتب التي أنزلها الله إلى أنبيائه باتباع محمد وتصديقه والإقرار به وما جاء به عند الله - وبأيمانهم الكاذبة التي يستحلون بها ما حرم الله عليهم من أموال الناس التي ائتمنوا عليها {ثمنا} يعني: عوضا وبدلا خسيسا من عرض الدنيا وحطامها {أولئك لا خلاق لهم في الآخرة} يقول: فإن الذين يفعلون ذلك لا حظ لهم في خيرات الآخرة ولا نصيب لهم من نعيم الجنة وما أعد الله لأهلها فيها دون غيرهم.

وقال ابن كثير رحمه الله تعالى مثل ذلك وفسرها بقوله: إن الذين يعتاضون عما عاهدوا الله عليه من اتباع محمد صلى الله عليه وسلم وذكر صفته للناس وبيان أمره وعن أيمانهم الكاذبة الفاجرة الآثمة بالأثمان القليلة الزهيدة وهي عروض هذه الحياة الدنيا الفانية الزائلة {أولئك لا خلاق لهم في الآخرة} أي لا نصيب لهم فيها ولا حظ لهم منها"

إذن فالعهد هو ما عهده الله إلى أهل الكتاب في كتبهم من بيان صفة الرسول صلى الله عليه وسلم واتباعه فجحدوا ذلك، والأيمان هي ما يحلفونه من أيمان كاذبة يقتطعون بها أموال الناس زورا وبهتانا.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٤ جمادي الأولى ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>