للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تفسير قوله تعالى (والمحصنات من النساء..)]

[السُّؤَالُ]

ـ[أريد أن أعلم 'تفسير قوله تعالى (والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين)

إلى آخر الآية (٢٤) من سورة النساء وبارك الله فيكم.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالمحصنات عطف على المحرمات المذكورات قبل. والتحصن: التمنع، والمراد بالمحصنات ههنا ذوات الأزواج وقيل المقصود بهن المسبيات ذوات الأزواج خاصة أي هن محرمات إلا ما ملكت اليمين بالسبي من أرض الحرب فإن تلك حلال للذي تقع في سهمه وإن كان لها زوج،

وقوله" إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ " قالوا: معناه بنكاح أو شراء. وما عدا ذلك فزنى قوله: " كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ " أي حرمت هذه النساء كتاباً من الله عليكم. وقوله: " وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ " يقتضي ألا يحرم من النساء إلا من ذكر، وليس كذلك, فإن الله تعالى قد حرم على لسان نبيه من لم يذكر في الآية فيضم إليها، قال الله تعالى: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا {الحشر:٧} روى مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يجمع بين المرأة وعمتها،ولا بين المرأة وخالتها. وقوله: " أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ " أي تطلبوا بها بنكاح أو شراء فهو لفظ يجمع التزويج والشراء وقوله " مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ " أي حال كونكم طالبين للعفاف والإحصان لا للسفاح والحرام وقوله" فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة "الاستمتاع التلذذ والأجور المهور قال الحسن ومجاهد وغيرهما: المعنى فما انتفعتم وتلذذتم بالجماع من النساء بالنكاح الصحيح فآتوهن أجورهن أي مهورهن، وقوله: " وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ " أي من زيادة ونقصان في المهر، فإن ذلك سائغ عند التراضي بعد استقرار الفريضة والمراد إبراء المرأة عن المهر، أو توفية الرجل كل المهر إن طلق قبل الدخول وقوله: " إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً " أي عليم بما يفعل ويقضي ويختار حكيم في ذلك فيضعه مواضعه. انتهى. ملخصا من تفسير القرطبي

وللوقوف على تفسيره للآية كاملا انظر الرابط التالي على موقعنا:

http://www.islamweb.net.qa/ver٢/archive/showayatafseer.php?SwraNo=٤&TafseerNo=٥&ayaNo=٢٤

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٦ صفر ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>