للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[إثبات الأسماء والصفات يكون بغير تحريف ولا تمثيل]

[السُّؤَالُ]

ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قيل في أحد مواقع الإنترنت باللغة الفرنسية في شرح اسمي الله السميع البصير " ... لا يحتاج إلى عين ليبصر بها ولا إلى أذن ليسمع بها".

فبم نرد عليه؟ ثم هل من نصيحة نوجهها إليه حول كيفية دراسة الأمور العقائدية؟

بارك الله لكم وأمد في أعماركم بالصالحات.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فاعتقاد أهل السنة والجماعة أنه لا يسمى الله ولا يوصف إلا بما سمى به نفسه أو وصفها به، أو بما سماه به أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم دون تحريف أو تمثيل، لقول الله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى: ١١] .

فالله تعالى سمى نفسه في كتابه "سميعا بصيرا" كما في الآية السابقة، وأثبت لنفسه عينين، كما في قوله تعالى: تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا [القمر: ١٤] .

وإنما جمعهما للتعظيم، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله لا يخفى عليكم، إن الله ليس بأعور، وأشار بيده إلى عينيه، وإن المسيح الدجال أعور العين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية. رواه البخاري

فنحن نثبت لله بصرا وعينا وسمعا يليق به سبحانه وتعالى دون تحريف ولا تمثيل.

وأما الأذن، فلم يرد نص بإثباتها، فلا نثبتها للأصل الذي قدمناه، وعلى دارس العقيدة الإسلامية ومسائل التوحيد أن يختار شيخا عارفا بالكتاب والسنة، ومعتقد السلف الصالح وأقاويلهم ومناهجهم في ذلك، ولا يهجم على تلقي ذلك من الكتب مباشرة، لأن ذلك قد يكون سببا في زيغه وضلاله وعدم فهمه لحقائق الأمور، نسأل الله السلامة والعافية.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٦ رمضان ١٤٢٤

<<  <  ج: ص:  >  >>