للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[لا يؤاخذ الله العبد بجريرة غيره]

[السُّؤَالُ]

ـ[قال. الله. ألاتزر. وازرة. وزر. أخرى. فكيف. يتفق. ذلك. مع. الشفاعة. ومع. إهداء. ثواب. بعض. الأعمال. إلى. الأموات؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي رواه أبو داود والترمذي بسند صحيح، وقد ورد من طرق كثيرة، وورد في الصحيحين ما يشهد له، من ذلك ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها وأريد أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي في الآخرة متفق عليه. وفي رواية لمسلم: فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله تعالى من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا ".

وصح كذلك أن ثواب أعمال الأحياء يمكن أن يصل إلى الأموات، وكنا قد بينا ذلك من قبل، فراجع فيه الفتوى رقم: ٣٥٠٠ والفتوى رقم: ٢٢٨٨.

وقول الحق سبحانه: أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى، يفيد أن المرء لا يؤاخذ بجريرة غيره، ولا بذنب لم تقترفه يداه، ولا منافاة بين ذلك وبين انتفاعه بثواب عمل لم يعمله. والذي يمكن أن يفهم منه التعارض مع استفادة الشخص من كسب غيره هو الآية التي بعد هذه، وهي قول الله تعالى: وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى [النجم:٤٠] . وقد بين أهل العلم ما يزيل إشكاله، ولك أن تراجع فيه فتوانا رقم: ٣٤٠٦

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٦ جمادي الأولى ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>