للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تفسير (إنما سلطانه على الذين يتولونه..)]

[السُّؤَالُ]

ـ[السؤال: في سورة النحل آيه ١٠٠ يقول الله تعالى: إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ. صدق الله العظيم، الهاء في سلطانه تعود على الشيطان الرجيم،أما الهاء في به فتعود على الله تعالى، كيف يستدل على ذلك تفسيرا وليس فهما ضمنيا؟ وبارك الله فيكم.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد اختلف فيما إذا كانت الهاء في به من الآية الكريمة ترجع إلى الله أم إلى الشيطان، فالذين جعلوها تعود إلى الله تعالى، قد اختاروا ذلك لأن الإشراك في هذا المجال إنما يكون بالله، والذين اختاروا المعنى الآخر جعلوا الإشراك بسبب الشيطان، قال البيضاوي في تفسيره: إنما سلطانه على الذين يتولونه يحبونه ويطيعونه. والذين هم به بالله أو بسبب الشيطان مشركون.

وفي تفسير القرطبي: قوله تعالى: إنما سلطانه على الذين يتولونه أي يطيعونه، يقال: توليته أي أطعته، وتوليت عنه أي أعرضت عنه، والذين هم به مشركون أي بالله، قال مجاهد والضحاك: وقيل يرجع به إلى الشيطان قاله الربيع بن أنس والقتبي، والمعنى: والذين هم من أجله مشركون. يقال كفرت بهذه الكلمة، أي من أجلها، وصار فلان بك عالما، أي من أجلك، أي والذي تولى الشيطان مشركون بالله.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٩ ربيع الأول ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>