للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الحكمة من قول يعقوب لأبنائه \" بل سولت لكم أنفسكم أمرا\"]

[السُّؤَالُ]

ـ[أرجو أن توضحوا لي المسألة التالية:

في سورة يوسف عندما كاد الله ليوسف عليه الصلاة والسلام وتمكن من أخذ أخيه، ولما رجع إخوته إلى أبيهم وأخبروه القصة وأكدوا له أنهم صادقون \"وهم كانوا كذلك بالفعل\"،لماذا قال لهم أبوهم:\"بل سولت لكم أنفسكم أمرا\"وهو عليه الصلاة والسلام معصوم عن الظلم.

أفيدونا جزاكم الله خيرا]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أجاب الألوسي في تفسيره عن هذا الإشكال فذكر أن الإضراب في "بل سولت" ليس المراد به الإضراب عن صريح كلامهم، فإنهم صادقون فيه في الظاهر، بل عما يتضمنه من ادعاء البراءة من التسبب فيما نزل به، وأنهم لم يصدر عنهم ما أدى إلى ذلك من قول أو فعل، بل صدر منهم ما يسبب ذلك، يريد فتياهم بأخذ السارق بسرقته، وليس ذلك من دين الملك، وإنما هو من دين يعقوب.

وذكر ابن الجوزي أن المراد سولت لكم أنفسكم أنه سرق وهو لم يسرق بالفعل.

وذكر ابن عطية وابن عاشور أنه اتهمهم قياسا على فعلهم بيوسف سابقا واستنادا إلى علمه بأن ابنه لا يسرق وأنه يجوز على النبي الخطأ في الظن في أمور العادات كما جاء في حديث ترك إبار النخل.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٧ جمادي الثانية ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>