للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الإعجاز البلاغي في قوله تعالى (فإذا جاءتهم الحسنة..)]

[السُّؤَالُ]

ـ[ما هي جوانب الإعجاز القرآني في استخدام أدوات الشرط في قوله تعالى: فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لناهذه، وإن تصبهم سيئة يطَّيروا بموسى ومن معه]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

ففي هذه الآية إعجاز بلاغي في استعمال أدوات الشرط فيها كما بين ذلك الشيخ محمد الطاهر بن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير حيث قال: وجيء في جانب الحسنة بإذا الشرطية، لأن الغالب في "إذا" الدلالة على اليقين بوقوع الشرط أو ما يقرب من اليقين كقولك: إذا طلعت الشمس فعلت كذا، ولذلك غلب أن يكون فعل الشرط مع "إذا" فعلاً ماضياً لكون الماضي أقرب إلى اليقين في الحصول من المستقبل، كما في الآية، فالحسنات أي النعم كثيرة الحصول تنتابهم متوالية من صحة وخصب ورخاء ورفاهية، وجيء في جانب السيئة بحرف "إن"، لأن الغالب أن تدل "إن" على التردد في وقوع الشرط أو على الشك، ولكون الشيء النادر الحصول غير مجزوم بوقوعه ومشكوكاً فيه، جيء في شرط إصابة السيئة بحرف "إن" لندرة وقوع السيئات أي المكروهات عليهم بالنسبة إلى الحسنات أي النعم، وفي ذلك تعريض بأن نعم الله كانت متكاثرة لديهم وأنهم كانوا معرضين عن الشكر، وتعريض بأن إصابتهم بالسيئات نادرة، وهم يعدون السيئات من جراء موسى ومن آمن معه، فهم في كلتا الحالتين بين كافرين بالنعمة وظالمين لموسى ومن معه. انتهى كلامه.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٤ ذو القعدة ١٤٢٤

<<  <  ج: ص:  >  >>