للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[معنى قوله تعالى: (وإلا تصرف عني كيدهن ... )]

[السُّؤَالُ]

ـ[أريد السؤال عن تفسير قوله تعالى في سورة يوسف: "وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين"

ولكم جزيل الشكر.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الله تعالى يقول حاكياً عن يوسف عليه السلام: وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ [يوسف:٣٣] .

قال القرطبي رحمه الله في تفسير الآية: وإلا تصرف عني كيدهن: أي كيد النسوان، وقيل: كيد النسوة اللاتي رأينه، فإنهن أمرنه بمطاولة امرأة العزيز، وقلن له: هي مظلومة وقد ظلمتها، وقيل طلبت كل واحدة أن تخلو به للنصيحة في امرأة العزيز، والقصد أن تعذله في حقها وتأمره بمساعدتها فلعله يجيب، فصارت كل واحدة تخلو به فتقول له: يا يوسف اقضي لي حاجتي، فأنا خير لك من سيدتك تدعو كل واحدة لنفسها وتراوده، فقال: يا رب كانت واحدة فصرن جماعة، وقيل: كيد امرأة العزيز وكنى عنها بخطاب الجمع إما لتعظيم شأنها، وإما ليعدل عن التصريح إلى التعريض، والكيد الاحتيال والاجتهاد.... أصبُ إليهن: جواب الشرط أي أميل إليهن ... أي إن لم تلطف بي في اجتناب المعصية وقعت فيها، وأكن من الجاهلين أي ممن يرتكب الإثم ويستحق الذم، أو ممن يعمل علم الجهال..... انتهى كلامه رحمه الله.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٢ ربيع الأول ١٤٢٤

<<  <  ج: ص:  >  >>