للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم الدعاء بقول: يا كنز.. يا ذخر.. يا كهف]

[السُّؤَالُ]

ـ[بسم الله الرحمن الرحيم

في إحدى المرات اجتمعت مع بعض الإخوان للقيام بختمة وكالعادة في نهايتها يقوم أحدنا بالدعاء ففوجئت بالداعي يقول يا كنز من لا كنز له ويا ذخر من لا ذخر له ويا كهف من لا كهف له ... فسألت أحد العلماء في بلادي فقال لي إنه جائز قول كلمة كنز وذخر ولكن من المستحسن الابتعاد عنها ولكن كلمة كهف غير جائزة وهي كلمة لو استمر عليها الداعي بعد علمه بأنها لا تجوز يكفر فما كان مني إلا أن ذهبت إليه وأخبرته بذلك فصرخ في وجهي وقال فسأقولها وتركني وذهب فهل يجوز وصف الله بغير صفاته كما في هذا الدعاء؟

وجزاكم الله كل خير.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن المعلوم أن الله عز وجل لا يسمى ولا يوصف إلا بما سمى ووصف به نفسه في كتابه، وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ولكن باب الإخبار عن الله عز وجل أوسع من ذلك، وقد أثر عن السلف التوسع فيه بما لم يرد به نص، وراجع الفتوى رقم: ١٥٧٠٩.

وقول الداعي الذي أشرت إليه: يا كنز، يا ذخر. لا بأس به، لأنه لا يستلزم نقصاً، ولكن في القرآن والسنة من الصفات الثابتة لله عز وجل غنية يستغني بها الداعي عن إحداث أوصاف لم يرد بها نص ولم تؤثر عن السلف، أما كلمة يا كهف فإنها كلمة قد توهم معنى غير لائق فلا يوصف بها الله تعالى ولو في الدعاء.

ومع ذلك لا يحكم على قائلها بالكفر، لأنه قد يقولها متأولا، ويقصد بأن الله هو الذي يلجأ إليه العبد، وقد يقولها وهو يعلم عدم جواز هذا القول ونحو ذلك، والقصد أنه لا يحكم عليه بالكفر بهذه السهولة.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٤ رمضان ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>