للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تفسير قوله تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم..)]

[السُّؤَالُ]

ـ[وددت أن أطرح سؤالا حول هذه الآية الكريمة: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) السؤال هو:

من هي هذه الفئة المذكورة في الآية أعلاه التي نبرها ونقسط إليها؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: ...

للعلماء كلام طويل حول هذه الآية فذهبت طائفة منهم إلى أنها منسوخة بآية السيف التي في سورة التوبة: (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) [التوبة: ٥] . وذهبت طائفة أخرى إلى أنها محكمة أي غير منسوخة وأن المراد بها الكفار المعاهدون أو الذميون الذين لم يحاربوا المسلمين ولم يعينوا على حربهم، ومعنى (تقسطوا إليهم) تعطوهم قسطاً من أموالكم على وجه الصلة، وليس المراد به مجرد العدل فإنه واجب مع من حارب ومن لم يحارب. أما تهنئتهم بأعيادهم وصحبتهم ومحبتهم فهذه لا تجوز بحال فالكافر بطبيعته محارب لربه، ولا تجتمع مودته في القلب مع الإيمان بالله جل وعلا يقول: (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم) [المجادلة: ٨] . ولأن في تهنئتهم بأعيادهم إقراراً لهم على ما هم عليه من باطل، بل والرضا بذلك، ولا يشك مسلم في أن الرضا بالكفر كفر والله المستعان. والله تعالى أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٦ صفر ١٤٢٠

<<  <  ج: ص:  >  >>