للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ابن الجوزي هل كان صوفيا أو حلوليا]

[السُّؤَالُ]

ـ[جاء في كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي في الصفحة ٢٠ (نسخة الكترونية) :

•فصل: محبة الخالق ضرورة......وذكر كلاما حتى وصل إلى قوله: فكيف بمن صنع تلك الصور المعنوية وبذلها؟ .

وكيف لا أحب من وهب لي ملذوذات حسي، وعرقي ملذوذات علمي؟ فإن التذاذي بالعلم وإدراك العلوم أولى من جميع اللذات الحسية، فهو الذي علمني وخلق لي إدراكاً، وهداني إلى ما أدركته.

ثم إنه يتجلى لي في كل لحظة في مخلوق جديد، أراه فيه بإتقان ذلك الصنع وحسن ذلك المصنوع.

فكل محبوباتي منه، وعنه، وبه، الحسية والمعنوية، وتسهيل سبل الإدراك به، والمدركات منه، وألذ من كل لذة عرفاني له، فلولا تعليمه ما عرفته.

والسؤال: ماذا يقصد بقوله:

ثم إنه يتجلى لي في كل لحظة في مخلوق جديد، أراه فيه بإتقان ذلك الصنع وحسن ذلك المصنوع.

وهل في هذا مشابهة للصوفية في العقيدة، أم أن ابن الجوزي رحمه الله يقصد شيئا آخر غير ما فهمته (أقصد: عقيدة الحلول) لأني أعلم يقينا أن ابن الجوزي لم يكن صوفيا؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

سبق في الفتوى رقم: ٦٨١٠٧، الكلام عن عقيدة ابن الجوزي ومآخذ العلماء عليه كابن تيمية وغيره ولم يكن رحمه الله من الصوفية أو الحلولية وحاشاه بل هو نفسه ينقم على هؤلاء ويذم فعالهم وما هم عليه من باطل في مواطن كثيرة من كتبه، منها كتابه المسمى بتلبيس إبليس فقد ذكر فيه جملة من تلبيسات الشيطان على الصوفية. وقصده بعبارته هذه الاعتبار بمخلوقاته سبحانه، وجميل صنعه فيها، ومعرفة صفاته التي تدل عليها هذه المصنوعات بما يؤول إلى زيادة محبته، والاستدلال بذلك على وجوده سبحانه وعظيم منه وإحسانه، إذ قد بين هذا التجلي رحمه الله في العبارة نفسها بقوله: أراه فيه بإتقان ذلك الصنع وحسن ذلك المصنوع. وقريب من ذلك ما يقره العلماء ويتناقلونه من قول الشاعر {ابن المعتز} :

فيا عجبا كيف يعصي الإله ... أم كيف يجحده الجاحد

وفي كل شيء له آية.... تدل على أنه واحد.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٧ ربيع الأول ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>