للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[جهود ابن تيمية في قمع المبتدعة ونصر السنة]

[السُّؤَالُ]

ـ[هناك البعض ممن يدعون أنهم طلبة علم ينشرون عقيدة التعطيل في أسماء الله وصفاته ويزعمون أن الله لا ينزل في الثلث الأخير من الليل بل رحمته تنزل وأن استواءه على العرش لا يعني العلو بل الاستيلاء وهلم جرا عدا عن كونهم يشتمون شيخ الاسلام ابن تيمية بل ويكفرونه فهل من كلمة تنصرون بها عقيدة السلف؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق أن أصدرنا فتاوى بينا فيها مذهب السلف الصالح في مسألة الأسماء والصفات، وزيفنا مذاهب أهل الباطل فيمكنك الرجوع إليها وهي ذوات الأرقام: ٤٦٠١٧، ٦٧٠٧، ١٩٣٣٢، ٥٠٢١٦، ٥٥٦١٩، ٤٥٦٧٤، ١٥٦٩٥.

واعلم -رحمك الله- أن طعنهم في شيخ الإسلام ليس المقصود منه الطعن في شخصه وإنما ليتوصلوا به إلى الطعن في عقيدة السلف الصالح؛ لأنه صار عَلَماً عليها، وبث عقائدهم الباطلة بين المسلمين، وراجع الفتوى رقم: ٥٩٨١٥.

أما شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وبلل ثراه فقد كان بحق ناصرا للسنة، قامعاً للبدعة، خاذلاً لأهل الباطل، فقد جرد حسام قلمه لمحاربة كافة أنواع البدع لا سيما ما يتعلق بالعقائد وأصول الدين، قال أبو حيان إمام اللغة في عصره:

... قام ابن تيمية في نصر شرعتنا * مقام سيد تيم إذ عصت مضر

فأظهر الحق إذ آثاره اندرست * وأخمد الشر إذ طارت له شرر

يا من يحدث عن علم الكتاب أصخ * هذا الإمام الذي قد كان ينتظر

ففي عصره كادت معالم أهل السنة تختفي، فنظر بعد الإحاطة بعلوم السنة والنقول المروية والمدونة في الكلام والفلسفة والمنطق، فأظهر فساد أصول المبتدعة، وأظهر صحة مذهب السلف بالمنقول والمعقول، وترك للأمة ترياقاً واقياً من سموم المبتدعة الضالين، فأورث جهاده لأعداء السنة عداوة له في نفوسهم، فضللوه وبدعوه بل وكفره بعضهم، ونحن نعتقد أن كثيراً ممن يطعن فيه لم يطلع على كتبه، وإنما قال فيه ما قال اعتماداً على ما أشاعه عنه خصومه من المبتدعة. وقد قيض الله له المدافعين عنه وعن دعوته. وللوقوف على أقوال العلماء فيه وثنائهم عليه راجع الفتاوى ذوات الأرقام: ٧٠٢٢، ٣٢٠٢٩، ٣٢٤٧٦، ١١١٢٩.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١١ ربيع الأول ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>