للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ترجمة تلميذي نافع: قالون وورش]

[السُّؤَالُ]

ـ[بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الرجاء ارسال نبذة عن حياة كل من رواة القرآن الكريم قالون وورش و..... الخ.

مع فائق تقديرنا لكم.

والسلام]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فمن حق علمائنا علينا أن نعرفهم، وأن نقدر جهودهم، وندعو لهم، فقد قال تعالى عن خير خلف لخير سلف: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا) [الحشر:١٠] .

ولا خير في أمة لا تعرف شيئاً عن ماضيها، ولا عن رجالها الكبار.

ومن خيرة الرجال الذي حملوا إلينا الدين بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم القراء الكبار، ورواتهم من حملة كتاب الله تعالى الذين كرسوا جهودهم، ووهبوا حياتهم لكتاب الله تعالى تعلماً وتعليماً.

ومن هؤلاء: قالون عيسى بن مينا بن وردان أصله من الروم، وهو ربيب نافع بن أبي عبد الرحمن قارئ دار الهجرة، وكان من ألمع أصحابه، وهو الذي لقبه: قالون، ومعناها بلغة الروم: جيد، ويكنى: أبا موسى.

انتهت إليه رئاسة القراءة بعد شيخه نافع، وكان عالماً بالنحو واللغة، كما أخذ القراءة والعلوم الأخرى عن غير نافع من مشايخ المدينة، وروى القراءة عنه أناس لا يحصون كثرة.

وكان أصم لا يسمع، فإذا قرئ عليه القرآن سمع، ويفهم خطأ اللاحن بالشفة، ويرده إلى الصواب، ولد -رحمه الله تعالى- سنة عشرين ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك الأموي، وتوفي سنة ستة عشرين ومائتين في خلافة المأمون العباسي، فعاش مائة سنة كرسها لخدمة كتاب الله تعالى وطلبته.

أما ورش: فهو أبو سعيد عثمان بن عبد الله المصري لقبه شيخه نافع بورش لشدة بياضه، وهو الراوي الثاني لنافع، انتهت إليه رئاسة الإقراء بالديار المصرية في زمانه لا ينازعه فيها منازع مع براعته في العربية وعلومها، وكان حسن الصوت جيد القراءة لا يمله السامع. ولد ورش سنة عشر ومائة بقفط بصعيد مصر، وأصله من القيروان، ورحل إلى الإمام نافع بالمدينة المنورة، فقرأ عليه القرآن، وعرضه عليه عدة عرضات، ثم رجع إلى بلده مصر.

توفي الإمام ورش -رحمه الله- بمصر أيام المأمون العباسي سنة سبع وتسعين ومائة عن سبع وثمانين سنة، وقضى عمره في خدمة كتاب الله تعالى، فهنيئاً له.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢١ جمادي الأولى ١٤٢٣

<<  <  ج: ص:  >  >>