للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[مصير جثمان فرعون موسى]

[السُّؤَالُ]

ـ[الرجاء إفادتي عن جثمان فرعون هل هو موجود في مصر أم أن الله خسف به في البحر أم ماذا؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فمن المعلوم أن الله تعالى قد نجى موسى ومن معه من بني إسرائيل، فجاوزوا البحر سالمين بعد أن فلق الله البحر فلقتين، عندما ضربه موسى بعصاه بأمر من الله تعالى، ثم لما أراد فرعون وجنوده أن يجوزوا أطبق الله عليهم البحر فهلكوا غرقاً أجمعين. قال تعالى: وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ*ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ [الشعراء:٦٥-٦٦] ولكن الله تعالى أراد أن يخرج جسد فرعون بعد موته سليما ليكون دليلا لبني إسرائيل على موته وهلاكه. قال تعالى: فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ [يونس:٩٢] ، قال ابن كثير رحمه الله: "قال: ابن عباس رضي الله عنهما وغيره من السلف: إن بعض بني إسرائيل شكوا في موت فرعون، فأمر الله البحر أن يلقيه بجسده سوياً بلا روح، وعليه درعه المعروفة على نجوة من الأرض- وهو المكان المرتفع - ليتحققوا موته وهلاكه.

والذي يبدو أن تلكم كانت نهاية فرعون ولم يحفظ جسده، بل انشغل من بقي بأرض مصر من الذراري والنساء والصبيان بتحصين ديارهم خوفاً من غزو ملوك الشام والمغرب، وملَّكوا عليهم امرأة يقال لها دلوكة كما أشار إلى ذلك صاحب كتاب النجوم الزاهرة في أخبار مصر والقاهرة، هذا وقد اختلف الباحثون المتأخرون على اختلاف مللهم ونحلهم في فرعون موسى، فمنهم من زعم أنه توت عنخ أمون، ومنهم من ذهب إلى أنه رمسيس الثاني، ومنهم من ذهب إلى غير ذلك، ولكن كلها أقوال ليس عليها أثارة من علم، بل هي ظنون وتخرصات، علماً بأن الآثار المصرية على كثرتها ووفرتها ليس فيها أي إشارة من قريب أو بعيد إلى فرعون موسى وقصته مع بني إسرائيل، أكد ذلك أ. د محمد بيومي مهران أستاذ التاريخ بجامعة الإسكندرية في كتابه "مصر والشرق الأدنى القديم".

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٤ ربيع الأول ١٤٢٣

<<  <  ج: ص:  >  >>