للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الاستحسان في اللغة والاصطلاح]

[السُّؤَالُ]

ـ[ماهو الاستحسان فى المذهب المالكى؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

الاستحسان لغة: هو اعتبار الشيء حسنا، أو اعتقاده حسنا.

والاستحسان عند أهل الأصول (المالكية وغيرهم ممن يأخذ به) : هو عدول المجتهد عن قياس جلي ضعيف الأثر إلى قياس خفي قوي الأثر.

وقيل هو: العدول عن الحكم إلى العادة لمصلحة الناس.

ومنهم من قال الاستحسان هو: عدول المجتهد عن الحكم الكلي إلى حكم استثنائي لدليل رجَّح لديه هذا العدول.

ومنهم من قال: إنه عبارة عن دليل ينقدح في نفس المجتهد لا يقدر على إظهاره لعدم مساعدة العبارة عنه.

وضعفوا هذا التعريف الأخير؛ لأن من شروط المجتهد أن يكون له من العلم باللغة العربية ما يمكنه من فهم النصوص واستنباط الأحكام منهما ... ويبعد مع هذا المستوى أن يعجز المرء عن التعبير عما انقدح في ذهنه.

ولخص هذا كله صاحب مراقي السعود في قوله:

والأخذ بالذي له رُجحانُ * من الأدلة هو استحسان

أو هو تخصيص بعرف ما يعم * ورعيَ الاستصلاح بعضُهم يؤم

وردُّ كونه دليلا ينقدح * ويقصُر التعبير عنه متضح

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٤ محرم ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>