للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تعريف: أصول الفقه، وأصول الحديث]

[السُّؤَالُ]

ـ[أريد تعريفا لعلمي أصول الفقه وأصول الحديث وما مجالهما، و.. (ليس بسؤال مسابقة) ؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن أصول الفقه يعرّف باعتبارين:

الأول: باعتبار مفردَيِهِ أي: باعتبار كلمة أصول، وباعتبار كلمة فقه.

فالأصول: جمع أصل، وهو ما يبنى عليه غيره، ومن ذلك أصل الجدار وهو أساسه، وأصل الشجرة الذي تتفرع منه أغصانها، قال الله تعالى: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء {إبراهيم:٢٤} .

والفقه لغة: الفهم، ومنه قوله تعالى: وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي* يَفْقَهُوا قَوْلِي {طه:٢٧-٢٨} .

واصطلاحاً: معرفة الأحكام الشرعية العملية بأدلتها التفصيلية.

قال السيوطي في الكوكب:

والفقه علم حكم شرع عملي * مكتسب من طرق لم تجمل.

الثاني: باعتبار كونه علماً على هذا الفن المعين، فيعرف بأنه: علم يبحث عن أدلة الفقه الإجمالية وكيفية الاستفادة منها وحال المستفيد.

قال السيوطي في الكوكب:

أدلة الفقه الأصول مجمله * وقيل معرفة ما يدل له.

وطرق استفادة والمستفيد * وعارف بها الأصولي العتيد.

وأما علم أصول الحديث ويسمى علم المصطلح، فهو علم بأصول وقواعد يعرف بها أحوال السند والمتن من حيث القبول والرد، وقد نظمه السيوطي في ألفيته فقال:

علم الحديث ذو قوانين تحد * يدرى بها أحوال متن وسند.

فذانك الموضوع والمقصود * أن يعرف المقبول والمردود.

وبالتعريفين يعرف مجال العلمين.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٥ ذو القعدة ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>