للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[آداب المناظرة]

[السُّؤَالُ]

ـ[أسأل عن أدب الاختلاف في المسائل الفقهية]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننبهك إلى أن اختلاف أهل العلم في المسائل الفقهية هو رحمة من الله تعالى للأمة. قال العلامة بدر الدين الزركشي في البحر المحيط ٨/١٢٠: اعلم أن الله تعالى لم ينصب على جميع الأحكام الشرعية أدلة قاطعة؛ بل جعلها ظنية قصداً للتوسيع على المكلفين لئلا ينحصروا في مذهب واحد لقيام الدليل عليه. انتهى

وقال الإمام ابن قدامة رحمه الله عن اختلاف الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين: اتفاقهم حجة قاطعة، واختلافهم رحمة واسعة.

لهذا فمن أدب من يناظر خصمه في المسائل الفقهيه أن يتحلى بجملة من الآداب.

منها: الابتعاد عن اللَّجاج والمكابرة والرياء والمفاخرة، ومنها: التفطن لما يقوله الخصم وعدم تسفيه رأيه، ومنها: التأني والانضباط ونحو ذلك.

وقد لخص الإمام الشافعي –رحمه الله تعالى- آداب المناظرة في أبيات قال فيها:

إذا ما كنت ذا فضل وعلم *بما اختلف الأوائل والأواخرْ

فناظر من تناظر في سكونٍ *حليما لا تلجَّ ولا تكابرْ

يفيدك ما استفاد بلا امتنانٍ *من النكت اللطيفة والنوادرْ

وإياك اللجوح ومن يرائي *بأني قد غلبت ومن يفاخرْ

فإن الشر في جنبات هذا *يمني بالتقاطع والتدابرْ

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٢ صفر ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>