للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[لا ينكر في مسائل الخلاف المعتبر]

[السُّؤَالُ]

ـ[أخ مسلم نصحته عدة مرات بأنه لا يُحسن الوضوء لأنه يمسح رأسه ثلاث مرات بكثير من الماء وكذلك أذنيه ولكنه أصر على عناده بأنه لن يغير طريقة وضوئه، ثم بعد ذلك ادعى أنني أصطنع معه المشاكل مع أنني أنصح الإخوة لوجه الله تعالى، هل عدم اتباع السُنة في الوضوء (مثل هذه الحالة) يبطل الوضوء وبالتالي يبطل الصلاة، وهل يجوز أن يكون هذا الأخ إماماً لنا في بعض الصلوات مثل صلاة الجمعة حيث إننا مجموعة صغيرة في بلد أجنبي للدراسة، وبم تنصحوني في كيفية نصح المسلمين وتصحيح أخطائهم (على ما أعتقد) حيث إننا في زمن الكل يصر على الخطأ ولو كان في حق من حقوق الله ولا يقبل النصيحة؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن مسح الرأس واجب وهو من فرائض الوضوء المذكورة في القرآن الكريم، ولا تستحب الزيادة على مسحة واحدة يقبل فيها ويدبر، وقد تقدم في الفتوى رقم: ١١٥٤٠، أن هذا قول أكثر أهل العلم، وأن الشافعي رحمه الله تعالى يستحب عنده أن يمسح مرة ثانية وثالثة إلا أن قول الأكثر أرجح، لكن من فعل ذلك لا يبطل وضوؤه ولا صلاته، ويصح أن يكون إماماً إن صلح لذلك من النواحي الأخرى، ولا ينكر عليه إن كان يفعل ذلك تقليداً لمن ذكرنا من أهل العلم، ولبيان بعض آداب النصيحة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: ١٣٢٨٨.

لكن ينبغي للمرء أن لا يتعجل في إنكار كل ما يراه مخالفاً لما يعلم من أمور العبادات وغيرها خصوصاً المسائل التي قد يتطرق إليها خلاف العلماء، إذ قد يكون ذلك الشخص على مذهب فقهي أنت لا تعرف عنه شيئاً، وبالتالي فهو ليس مخطئاً لأنه يتبع قول بعض الأئمة في مسائل الفقه، فإذا سارع أحد إلى الإنكار عليه وقع الخلاف والتشاجر وهذا غير محمود، وقد ذكر أهل العلم أن من شروط إنكار المنكر أن يكون الشخص المتصدي لذلك عارفاً بحكم ما ينكر، وما يأمر به، وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: ٣١٠٨٦.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٠ جمادي الثانية ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>