للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:
رقم الحديث:

[المذاهب الفقهية والالتزام بها]

[السُّؤَالُ]

ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ما معنى المذاهب الأربعة وهل يجب على كل مسلم الانتماء الى أي منها، وهل يجوز أن نأخذ من كل مذهب ما نرتاح إليه من آراء؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:

لقد مر الفقه الإسلامي بعدة مراحل وأدوار، كان منها دور ظهور المذاهب الفقهية وذلك في أوائل القرن الثاني الهجري، وفي هذا الدور ظهر نوابغ الفقهاء. فالمجتهدون العظام ظهروا في هذا الدور وأسسوا مذاهبهم الفقهية، واشتهر منها المذاهب الأربعة المنسوبة لأئمة عظام كان لهم بالغ الأثر في ازدهار الفقه ونمائه وتقدمه، وقد أسسوا مدارس فقهية انضوى تحت لوائها فقهاء كبار، وهذه المذاهب الأربعة ليست تجزئة للإسلام ولا إحداث تشريع جديد، وإنما هي مناهج لفهم الشريعة، وأساليب في تفسير نصوصها، وطرق في استنباط الأحكام من مصادرها: الكتاب والسنة والإجماع والقياس.

وهذه المذاهب هي: الحنفية نسبة للإمام أبي حنيفة النعمان رحمه الله المولود سنة ٨٠هـ والمتوفى سنة ١٥٠هـ، والمالكية نسبة إلى للإمام مالك بن أنس رحمه الله - المولود سنة ٩٣هـ والمتوفى سنة ١٧٩هـ، والشافعية نسبة للإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله - المولود سنة ١٥٠هـ والمتوفى سنة ٢٠٤هـ، والمذهب الحنبلي والمنسوب إلى الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله - المولود سنة ١٦٤هـ والمتوفى سنة ٢٤١هـ.

ولا يجب التزام مذهب معين منها، وإنما الذي يجب أن يلتزم هو الكتاب والسنة وحيث ظهر الدليل فهو المعول، ولا يجوز العدول عنه إلى قول أحد كائناً من كان، فلا يدفع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بقول أحد، ولا عذر لأحد عند الله في اتباع قول يعلم أن الدليل ثابت بخلافه، ومن هنا يعلم أن ما ينتهجه بعض الناس في الفتيا بكل قول سيق إليه وإن كان الدليل بخلافه - بحجة طلب التيسير على الناس - يعتبر من أخطر الأمور على هذا المفتي وعلى من قلدوه.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٩ ذو الحجة ١٤٢١

<<  <  ج: ص: