للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[السبب في ذكر الله نفسه في القرآن بصيغة الجمع]

[السُّؤَالُ]

ـ[لدي سؤال لم يجبني عنه أحد وقد سألت كثيرا وهو: إن الله واحد أحد لا شريك له اللهم نعوذ بك من الشرك

لماذا الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز يتكلم بالجمع وليس بالمفرد؟ فمثلا يقول في كتابه العزيز إنا اعددنا للكافرين ,أم نحن الخالقون,, وهناك الكثير؟ وشكرا لكم

اسلام]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا شك أن القرآن العظيم نزل بلغة العرب، وبالتالي كانت أساليبه في التعبير على نمط أساليبهم في الكلام لأنه نزل "بلسان عربي مبين" -كما قال تعالى- وإذا تقرر هذا.. فإنه من المعلوم عند من له دراية بلغة العرب أن الرجل إذا أراد أن يعظم نفسه ينزلها منزلة الجمع، فبدلا من أن يقول: أنا فعلت كذا، يقول: نحن فعلنا كذا.

قال صاحب المعجم الوسيط: نحن ضمير يعبر به الاثنان أو الجمع المُخْبِرون عن أنفسهم، وقد يعبِر به الواحد عند إرادة التعظيم.

ومما لا ريب فيه أن الله تعالى متصف بصفة العظمة فإذا ما أخبر سبحانه عن نفسه بهذه الصفة فهي صفة وافقت موصوفها. فإذا قال العظيم: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"، إلى غيرها من الآيات الدالة على هذا المعنى، فلا يظن السائل أن في هذا تعارضا مع وحدانية الله سبحانه كلا، وإنما هو من باب التعظيم الذي درج العرب على استعماله في خطابهم.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٦ جمادي الأولى ١٤٢٣

<<  <  ج: ص:  >  >>