للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم تخيل الموت]

[السُّؤَالُ]

ـ[يا شيخنا المبارك هل يجوز أن أصطنع الموت، يعني أن أكون في خلوة ونائم على ظهري وأتذكر حال موتي ثم أموت ثم يأتي أهلي فيبكون ولا أتحرك ثم أتذكر أنهم يحملونني إلى المغسلة وأنا لا أستطيع أن أتكلم ثم عند غسيلى أسمع من يغسلني من أصدقائي بأنه صادقني لمصلحة وهكذا.. ثم أتخيل أنني في المقبرة والأهل يحثون التراب. فهذا ما هو اصطناع الموت فهو من نسج الخيال فهل هذا يعد كذبا، فهل هناك دليل صحيح على جواز اصطناع الموت وبيان أنه ليس من الكذب وما معنى الكذب المحرم؟ وشكرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالكذب هو الإخبار بالشيء على خلاف ما هو عليه على وجه العلم والتعمد، وهو كبيرة من الكبائر تجر صاحبها إلى النار، والعياذ بالله، روى الشيخان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً.

ولكن اصطناع الموت أو تخيله على النحو الذي ذكرته لا يعد كذباً، لأنه ليس فيه إخبار بشيء حتى يوصف بالصدق أو الكذب، وقد يكون هذا التخيل الذي ذكرته محموداً إذا كان المرء يريد من ورائه الحصول على الموعظة والخوف من الله والحث لنفسه على الإكثار من الخير والبعد عن الشر، وأما أن يفعله عبثاً فإن ذلك لا ينبغي لما فيه من تضييع الوقت فيما لا فائدة فيه.

وعلى العاقل أن يستغل عمره فيما يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة، لأنه مسؤول عما أفنى فيه وقته.

وراجع الجواب: ٦٦٠٣، والجواب: ٢٢٩٤٧، والجواب: ٢٩٤٦٩، والجواب: ٤٣٠٠٦.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢١ جمادي الثانية ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>